”طراحات المانجو”... دورة حياة تحدد مصير المحصول

كشف الدكتور علاء جمعة، أستاذ مساعد البساتين بكلية الزراعة بجامعة قناة السويس، عن تفاصيل دقيقة وحاسمة تتعلق بدورات النمو في أشجار المانجو، وتأثيرها المباشر على إنتاجية المحصول، مشيرًا إلى أن فهم هذه الدورات والتعامل معها علميًا هو العامل الأهم لضمان عقد الثمار وتحقيق إنتاج وفير.
مدة حياة الطراحات المثمرة... ليست كما يعتقد البعض
وأوضح الدكتور جمعة أن العمر الإنتاجي للطراحات الحاملة لثمار المانجو يتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا، وتكون هذه الطراحات ناتجة عن دورات النمو خلال فصلي الربيع والصيف. أما ما يُعرف بطراحات دورة الخريف، فرغم قدرتها على الإزهار، إلا أنها تفشل في عقد الثمار بشكل تام.
ويرجع ذلك، بحسب قوله، إلى عدم اكتمال نضج الأنسجة الخشبية واللحاء في هذه الطراحات، وهي الأنسجة المسؤولة عن نقل الغذاء إلى الشماريخ الزهرية. هذا القصور يُفضي إلى تساقط الأزهار بغض النظر عن المعاملات الفنية أو المغذيات المضافة.
خطوات علمية لتسريع نضج الطراحات وتحفيز الإنتاج
قدّم الدكتور علاء جمعة مجموعة من التوصيات الفنية لتسريع نضج الطراحات وتحقيق إنتاجية أعلى، خاصة في الأصناف المحلية، وجاءت كالتالي:
إيقاف التسميد النيتروجيني تمامًا مع نهاية فصل الخريف وبداية الشتاء، بهدف منع ظهور نموات خضرية جديدة غير مرغوبة قد تستهلك طاقة الشجرة دون فائدة إنتاجية.
إضافة أسمدة أرضية مدروسة، بمعدل:
شيكارة بوتاسيوم
+ شيكارتي سوبر فوسفات لكل فدان، لدعم تطور الطراحات وتغذيتها بشكل متوازن.
رش العناصر الصغرى التي تعزز مناعة النبات وتحفّز العمليات الحيوية الدقيقة.
رش مركب كالسيوم-بورون عالي التركيز، لدوره الحيوي في تقوية الأنسجة وتحسين جودة النمو الزهري.
الأصناف الأجنبية... معادلة تقليم دقيقة تضمن التفوق الإنتاجي
وبالحديث عن الأصناف الأجنبية من المانجو، أشار الدكتور جمعة إلى أهمية اتباع نفس المعاملات السابقة، مع الاهتمام المضاعف بالتقليم، إذ تُظهر هذه الأصناف مجموعًا خضريًا قويًا نتيجة تنفيذ ثلاث دورات تقليم متتالية تبدأ منذ ثبات العقد وتستمر حتى نهاية شهر سبتمبر.
وأوضح أنه بعد انتهاء سبتمبر، يجب إيقاف التقليم تمامًا، ليبدأ من جديد فيما يُعرف بـ"تقليم الأزهار"، وهو تقليم مخصص لتحفيز الإزهار وتحسين نوعية الطراحات.
ويتم تقليم الأزهار في أواخر يناير في المناطق المبكرة مثل شرق القناة وسيناء، بينما يُنفّذ ما بين بداية فبراير وحتى منتصفه في باقي المناطق الزراعية.
توجيهات للمزارعين: احذروا طراحات الخريف... وراهنوا على العلم
وأكد الدكتور علاء جمعة في ختام حديثه، أن النجاح في زراعة المانجو لا يرتبط فقط بالتسميد والري، بل يقوم في جوهره على فهم علمي دقيق لدورات النمو، وإدراك الفارق الكبير بين طراحات تحمل الثمار، وأخرى تُزهِر دون أن تُنتج.
ودعا إلى عدم الانخداع بالمظهر الخارجي لطراحات الخريف، والتركيز على تعزيز طراحات الربيع والصيف لضمان جودة الإنتاج واستقرار العائد الاقتصادي.