الأرض
الجمعة 22 أغسطس 2025 مـ 04:10 مـ 27 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

”الزراعة”: تقلبات الخريف ترفع خطر إصابة المحاصيل بالأمراض

المحاصيل الزراعية فى الخريف
المحاصيل الزراعية فى الخريف

حذّر الدكتور محمد علي فهيم، مدير مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، من استمرار التقلبات الجوية رغم دخولنا في المراحل الأخيرة من الموسم.

وأكد "فهيم"، أن الصيف سينتهي فلكياً ورسمياً خلال 28 يومًا، إلا أن بعض "المناوشات المناخية غير المعتادة" ما زالت متوقعة، بفعل امتداد منخفضي السودان والهند الموسميين نحو مصر.

من الصيف إلى الخريف.. طقس غير مستقر وإشارات مناخية جديدة

أوضح "فهيم"، أن هذه التغيرات تُحدث تباينًا واضحًا في درجات الحرارة بين النهار والليل، مشيرًا إلى أن مرتفع العروض الوسطى يسيطر حاليًا، دافعًا بكتل هوائية شمالية تعمل على تلطيف الأجواء ليلًا وخلال ساعات الصباح الباكر.

هذه التغيرات، بحسب الخبير المناخي، بدأت بالفعل في الظهور على سلوك النباتات والمحاصيل، وهو ما يفرض على المزارعين اتخاذ عدد من التدابير الوقائية والميدانية.

أبرز المظاهر المناخية الحالية وتأثيرها على المحاصيل:

1. انكسار حرارة الليل
انخفاض الحرارة الليلي يعني تحسّن واضح في النمو الخضري للمحاصيل، لكنه يتطلب متابعة دقيقة.

2. ارتفاع رطوبة النهار
يستوجب تعديل مواعيد وكميات الري لتجنّب انتشار أعفان الجذور، ويفضل تقسيم الري على فترتين بكميات أقل.

3. ظهور سحب شمالية
مؤشر على بداية تغير ديناميكية الجو وتقليل سطوع الشمس، مما قد يؤدي إلى استطالة غير مرغوبة في النباتات، لذلك يُنصح بتقليل استخدام الأسمدة النيتروجينية.

4. الندى الغزير صباحًا
يرفع فرص انتشار الأمراض الفطرية، ما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.

5. الشبورة المائية على مناطق الدلتا
تمهّد لبداية موسم الشبورة، والتي تزيد من نسب الرطوبة الحرة، ما يعيد خطر الأمراض الزراعية إلى الواجهة.

خريف 2025: درجات حرارة أعلى.. وأمطار محدودة

التوقعات المناخية لموسم الخريف (سبتمبر - نوفمبر):

1. درجات حرارة أعلى من المتوسط:
النماذج المناخية تتوقع استمرار ارتفاع الحرارة في مصر وشمال إفريقيا، مع تأثر واضح بالتغيرات المناخية العالمية.

2. تحوّل من نينو إلى "نينو محايد":
وهو ما يعني طقسًا غير مستقر لكنه أقل عنفًا من الحالات الشديدة، ويؤدي إلى تقلبات طفيفة في الأنماط الجوية.

3. انكسار تدريجي للحرارة منتصف سبتمبر:
مع دخول الخريف، يُتوقع انخفاض تدريجي بدرجات الحرارة، يقابله ارتفاع في الرطوبة، خاصة في الدلتا والصعيد الغربي.

4. الأمطار لا تزال ضعيفة:
باستثناء المناطق الساحلية، لا يُتوقع هطول كميات كبيرة من الأمطار خلال بداية الخريف، ما يستدعي عدم الاعتماد على الأمطار في الري.

الزراعة في فترة حرجة: توصيات عاجلة للمزارعين

أهم التوصيات الزراعية وفقًا للحالة المناخية الحالية:

أصبح الوقت مناسبًا لتطعيم أشجار الفاكهة مثل المانجو، الزيتون، النخيل، والموالح.
تنبيه: هناك موجة حرارة متوقعة نهاية الأسبوع، يُفضّل تأجيل أي شتلات جديدة لتجنّب الصدمة الحرارية.

بداية ممتازة لزراعة العروة الخريفية للخضر (طماطم، فلفل، خيار، كرنب).
يُفضل الزراعة بعد العصر أو فجرًا لتقليل الإجهاد الحراري.

بداية موسم محاصيل العروة النيلية مثل:
البطاطس، الثوم، الفراولة، الخرشوف، الفاصوليا، البسلة، والبصل بنوعيه.

توصيات دقيقة للممارسات الزراعية:

إضافة مركبات التحجيم البوتاسية للمحاصيل في طور النضج (كالزيتون، التمور، الكمثرى).

استخدام محفزات النمو الحيوية مثل الطحالب والأحماض الأمينية لإنعاش النباتات المتأثرة بموجات الحرّ (مثل الأرز والخضر الحديثة).

محاصيل العروة النيلية.. إرشادات ضرورية حسب المحصول:

البنجر: أرض جيدة الصرف وريّ على الحامي.

البطاطس: تقاوي خالية من الأعفان، وتجنّب الزراعة بعد الباذنجان أو الطماطم.

مشتل البصل (السبعيني): ريات خفيفة، مكافحة الذبابة البيضاء والحشائش.

البصل المقور: تطهير البذق أو استخدام مبيدات وقائية مع أول رية.

الثوم: تجنّب الزراعة آخر أغسطس وأول سبتمبر بسبب موجات الحرّ.

الذرة السيلاج: مكافحات مبكرة ضد دودة الحشد.

الخيار النيلي: زراعة في أحواض، وتحكم دقيق في كمية الري.

الفاصوليا البيضاء: معاملة بالتلقيح البكتيري، وتأخير استخدامه إذا زُرعت الفاصوليا في نفس الأرض.

الخرشوف: زراعة على مصاطب مرتفعة للوقاية من الأعفان.

الفراولة: اختيار شتلات ذات جودة عالية، ومعاملات وقائية قبل الزراعة.

رسالة للمزارع:

الموسم القادم حرج لكنه واعد.
الإدارة الذكية، والالتزام بالتوصيات العلمية، والمتابعة الدقيقة للتقلبات الجوية، هي أدوات النجاح الحقيقية لموسم زراعي مستقر ومربح.