الأرض
الجمعة 22 أغسطس 2025 مـ 02:37 مـ 27 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

خبير زراعي: «التفحم الكاذب» يقلل إنبات الأرز بنسبة 35٪

 التفحم الكاذب يقلل إنبات الأرز
التفحم الكاذب يقلل إنبات الأرز

قال الدكتور فيصل يوسف، أستاذ المحاصيل الحقلية وتكنولوجيا علم البذور بمركز البحوث الزراعية، إن محصول الأرز في مصر يواجه تحديًا خطيرًا يهدد إنتاجيته وجودته، يتمثل في مرض "التفحم الكاذب"، وهو أحد الأمراض الفطرية التي بدأت في الظهور محليًا منذ أواخر التسعينيات، واستمرت في الانتشار لتصبح مصدر قلق للمزارعين والعلماء على حد سواء.

ظهور مفاجئ وخسائر كبيرة في الإنتاج

وأكد الدكتور فيصل يوسف، أن هذا المرض الفطري ظهر لأول مرة في مصر عام 1997، نتيجة الإصابة بفطر Ustilaginoidea virens، موضحًا أن تأثيره لا يقتصر فقط على تقليل كمية الحبوب المنتجة، بل يمتد ليؤثر سلبًا على قدرتها على الإنبات.

وقال إن التفحم الكاذب يتسبب في انخفاض وزن الحبوب بشكل واضح، كما يؤدي إلى تراجع نسبة الإنبات بنسبة تصل إلى 35% إذا استخدمت تلك الحبوب كتقاوي للموسم التالي، مما يعرض دورة الإنتاج الزراعي إلى اضطرابات قد تؤثر على الأمن الغذائي.

أعراض مميزة وطرق العدوى

وعن الأعراض الظاهرة، أوضح الدكتور فيصل أن المرض يظهر في صورة كرات جرثومية قطرها نحو 1 سم، ذات لون أصفر برتقالي في البداية، ثم تتحول تدريجيًا إلى اللون الزيتوني الداكن. هذه الكرات تغلف حبة الأرز بالكامل، حيث يحل الفطر محل الأنسجة الداخلية للحبة، ويحوّلها إلى مصدر نشط لنقل العدوى إلى السنابل المجاورة.

وأشار إلى أن السنيبلات القريبة من المصابة عادة ما تكون غير ممتلئة، وتظهر الأعراض بشكل واضح بعد أسبوعين من طرد السنابل، ما يجعل توقيت ظهور المرض عاملاً حاسمًا في عملية المكافحة والوقاية.

آليات المكافحة.. خيارات متعددة للمزارعين

وعن إستراتيجيات مكافحة هذا المرض، أكد الدكتور فيصل أن هناك عدة حلول عملية ومتنوعة متاحة أمام المزارعين، ما يضمن السيطرة على التفحم الكاذب إذا تم التعامل معه في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة، وتشمل:

1. إزالة الكرات الجرثومية وحرقها عند رصدها، خصوصًا إذا كانت الإصابة محدودة على أطراف الحقول، مع ضرورة تجنب تكسير عيدان الأرز.

2. استخدام مبيد كوبرال 50% بمعدل 3 جرامات لكل لتر ماء.

3. الرش بمبيد أكسي كلورو النحاس بمعدل 2.5 جرام/لتر في مرحلة الـBooting (أي بعد 80 يومًا من الزراعة).

4. استخدام المخاليط الفطرية الفعالة مثل:

خليط أزوكسي ستروبين + دايفينوكونازول بتركيز 1 مل/لتر.

خليط بروبيكونازول + دايفينوكونازول بتركيز 0.5 مل/لتر.

مخلوط من المركبات النحاسية + مانكوزيب بمعدل 4.5 جرام/لتر.

وأوضح أن هذه المواد متوفرة تجاريًا في السوق المصري، وتُعد بدائل متعددة تتيح للمزارع حرية الاختيار بحسب المتاح لديه، مما يسهّل السيطرة على المرض حتى في حالة نقص أحد المنتجات.

تحذيرات وتوصيات للموسم المقبل

واختتم الدكتور فيصل تصريحاته بالتأكيد على ضرورة رفع وعي المزارعين بمخاطر هذا المرض، والتعامل معه بجدية منذ بداية الموسم، مشددًا على أهمية التشخيص المبكر، واتباع التوصيات العلمية المحدثة في التوقيتات الدقيقة لرش المبيدات، للحفاظ على الإنتاج وضمان جودة الحبوب.