الأرض
الجمعة 22 أغسطس 2025 مـ 02:38 مـ 27 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مصر تنجح في زراعة القطن داخل الصحراء

زراعة القطن داخل الصحراء
زراعة القطن داخل الصحراء

أعلن معهد بحوث القطن التابع لمركز البحوث الزراعية عن نجاحه في زراعة أصناف مصرية محسّنة من القطن في بيئات صحراوية غير تقليدية، تحديدًا في جنوب سيناء، وهو إنجاز يُمثّل نقلة نوعية في مستقبل الزراعة المصرية.

وأكد الدكتور سامي بدر، رئيس بحوث القطن والمشرف على التجارب الميدانية بالمعهد، أن هذا النجاح لم يأتِ مصادفة، بل جاء ثمرة سنوات من البحث والتطوير لإنتاج أصناف تتحمل التحديات البيئية، مثل ملوحة التربة وارتفاع درجات الحرارة، وتُناسب خصائص الأراضي الصحراوية.

تحوّل في فلسفة الزراعة

وأوضح بدر أن المعهد لم يكتفِ بتطوير الأصناف الوراثية فحسب، بل تبنّى نموذجًا متكاملًا لتطبيق النتائج البحثية على الأرض، شمل ذلك تهيئة التربة باستخدام مزيج من الأسمدة العضوية والكيميائية، والاعتماد على الري بالتنقيط بديلًا عن الري بالغمر، إلى جانب استخدام الطاقة الشمسية كمصدر مستدام للكهرباء، ودمج التسميد مع مياه الري لترشيد استخدام الأسمدة وتحسين بنية التربة وتعزيز مقاومة النباتات للظروف المناخية القاسية.

الإنتاجية والجودة... وجهان لمعادلة النجاح

وأشار الدكتور سامي إلى أن الإنتاجية العالية وجودة الألياف لم تأتِ بمعزل عن التركيب الوراثي المتطور للأصناف، الذي تفاعل بذكاء مع البيئة الجديدة. وقد لاقت التجربة اهتمامًا مباشرًا من وزير الزراعة، الذي أشاد بنتائجها ودعا إلى تعميمها في مناطق الاستصلاح الجديدة.

نحو خريطة زراعية جديدة للقطن المصري

ويضم معهد بحوث القطن عشرة أقسام علمية وإنتاجية تعمل بتناغم لتطوير وتحسين زراعة القطن، أبرزها قسم "التقييم الإقليمي"، الذي يقوم بإجراء تجارب ميدانية في مختلف المحافظات لاختيار أفضل الأصناف لكل منطقة.

وأوضح أن المعهد وسّع نطاق تجاربه في السنوات الأخيرة لتشمل مناطق واعدة مثل جلبانة، والقنطرة شرق وغرب، والوادي الجديد، والضبعة. وقد أثبتت الأصناف الجديدة كفاءتها العالية، ما فتح الباب أمام تحوّل هذه المناطق إلى رقع زراعية رئيسية لإنتاج القطن، مع تزايد ملحوظ في المساحات المزروعة.

آفاق واعدة للذهب الأبيض

وأشار إلى أن هذا الإنجاز يفتح آفاقًا جديدة أمام القطن المصري، أحد أعمدة الاقتصاد الزراعي، للعودة بقوة إلى المشهد المحلي والعالمي. كما يعكس قدرة البحث العلمي الوطني على تجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص حقيقية للتنمية المستدامة، في ظل التغيرات المناخية والضغوط البيئية.