الزيوت النباتية بين الكفاءة والمخاطر البيئية في دراسة دولية جديدة

كشفت دراسة بحثية دولية نُشرت في 4 أغسطس عن صورة متباينة لمستقبل استدامة ثلاثة من أبرز الزيوت النباتية عالميا: زيت النخيل الماليزي، وزيت فول الصويا البرازيلي، وزيت بذور اللفت الألماني.
الدراسة، التي نسقتها جامعة فاجينينجين للأبحاث بالتعاون مع مؤسسات علمية في إندونيسيا وألمانيا، قيمت مساهمة هذه المحاصيل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2040 تحت سيناريوهات معتادة وأخرى أكثر طموحا.
أظهر التحليل أن زيت النخيل يتفوق في كفاءة استخدام الأراضي، حيث ينتج أكثر من ضعف إنتاجية فول الصويا أو بذور اللفت لكل هكتار. كما بينت النتائج أن دمج ممارسات مثل الزراعة البينية وتربية الماشية أو الزراعة المزدوجة يمكن أن يحسن من أداء المحاصيل الثلاثة في هذا الجانب.
ورغم أن زيت بذور اللفت سجل أقل مستوى من الانبعاثات الكربونية لكل طن، تلاه فول الصويا ثم زيت النخيل، فإن الدراسة توقعت أنه مع اعتماد استراتيجيات استدامة أكثر صرامة يمكن لزيت النخيل خفض انبعاثاته إلى مستويات مماثلة للمحاصيل الأخرى، خصوصا إذا جرى الحد من انبعاثات الميثان الناتجة عن معالجة النفايات وتقليص الاعتماد على أراضي الخث.
من الناحية الاقتصادية، وجدت الدراسة أن نخيل الزيت يولد أعلى دخل ويوفر أكبر عدد من الوظائف للهكتار الواحد بفضل طبيعته كثيفة العمالة، بينما يظل فول الصويا الأكثر مساهمة في قيمة الصادرات الكلية، وزيت النخيل الأكثر ربحية من حيث مبيعات الزيت الخام.
لكن التقرير لفت إلى أن التوسع الزراعي لفول الصويا في البرازيل ونخيل الزيت في إندونيسيا كان على حساب الغابات والتنوع البيولوجي، بينما بقيت زراعة بذور اللفت الأوروبية أقل ارتباطا بإزالة الغابات. ورغم ذلك، أشارت السيناريوهات المستقبلية إلى أن تطبيق ضوابط بيئية صارمة قد يخفف من الأثر السلبي لكل من نخيل الزيت وفول الصويا على الحياة البرية.
خلص الباحثون إلى أن تحقيق التوازن بين الجدوى الاقتصادية ومتطلبات الاستدامة أمر ممكن، لكنه يتطلب التزاما سياسيا وتنظيميا قويا لضمان أن تلعب الزيوت النباتية دورا إيجابيا في بلوغ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.