الأرض
الأحد 3 أغسطس 2025 مـ 09:45 مـ 8 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تلقيح النخيل آليًا يوفر الوقت ويزيد الإنتاج

كشف الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، أنه في قلب صحراء مصر الغربية، وتحديدًا بمحافظة الوادي الجديد، تشهد مزارع النخيل هذه الأيام مرحلة دقيقة ومحورية في دورة حياة النخلة، تُعرف بـ"تلقيح النخيل" أو "تذكير النخيل"، وهي المرحلة التي تُبنى عليها جودة وإنتاجية محصول التمور لهذا الموسم. وتأتي هذه العملية، التي تُجرى في شهري مارس وأبريل من كل عام، كحلقة حاسمة لا تحتمل التأخير بمجرد ظهور الأغاريض الزهرية على النخيل المؤنث.

تحول في طرق التلقيح... من اليدوي إلى الآلي

وأوضح أنه على مدار عقود، اعتمد مزارعو الوادي الجديد على الطريقة التقليدية في تلقيح النخيل، عبر نقل الشماريخ الذكرية إلى النخيل المؤنث يدويًا. ورغم نجاح هذه الوسيلة، إلا أنها كانت تتطلب جهدًا ووقتًا وتكلفة عالية في ظل اتساع رقعة زراعة النخيل بالمحافظة.

وأكد، وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، أن المحافظة تشهد نقلة نوعية في أساليب تلقيح النخيل، من خلال استخدام "العفارة الظهرية الآلية" في عملية التلقيح بالتعفير، وهي تقنية حديثة أثبتت كفاءتها في المزارع الكبرى.

وأشار المرسي إلى أن هذه التقنية ساعدت في تسريع عمليات التلقيح وخفض التكاليف وتحقيق نتائج غير مسبوقة على مستوى كفاءة الإخصاب وإنتاج الثمار، مشيدًا بدور الدورات التدريبية والندوات الحقلية التي نُفذت للمزارعين بهدف نشر هذه التقنية وتوسيع نطاق استخدامها.

العفارة الآلية... كفاءة أعلى وتكاليف أقل

من جانبه، أوضح الدكتور يوسف دياب، الباحث الأول بالمعمل المركزي لأبحاث النخيل بمركز الداخلة، أن طريقة التلقيح بالتعفير تتم باستخدام حبوب اللقاح الممزوجة بمواد مالئة مثل النشا وبودرة التلك ودقيق القمح، مع تحديد نسب الخلط الملائمة لأصناف النخيل المنتشرة في الوادي الجديد، وعلى رأسها الصنف الصعيدي الشهير.

ونوّه دياب إلى ضرورة تفادي التلقيح أثناء هبوب الرياح، مشددًا على أهمية المتابعة اليومية للنخيل خلال فترة التلقيح لضمان نجاح العملية بنسبة عالية.

وأضاف أن التلقيح الآلي لا يوفر فقط الوقت والمجهود، بل يسهم أيضًا في تقليل كميات حبوب اللقاح المستخدمة، ما ينعكس إيجابًا على تكلفة الإنتاج وجودة الثمار.

رؤية مستقبلية للزراعة في الوادي الجديد

تسعى وزارة الزراعة، بالتعاون مع مراكز البحوث الزراعية، إلى تعميم تقنيات التلقيح الآلي في جميع مزارع النخيل بالوادي الجديد خلال السنوات المقبلة، بهدف تحويل هذه المحافظة إلى مركز إقليمي متقدم في إنتاج التمور عالية الجودة، والتوسع في التصدير إلى الأسواق العالمية.

ويشكل هذا التوجه جزءًا من خطة قومية لزيادة إنتاجية التمور، ورفع مستوى دخل المزارعين، وتحقيق تنمية زراعية مستدامة في بيئة تعتبر من أكثر البيئات ملاءمة لزراعة النخيل في العالم.

من التحديات إلى الريادة

إن ما تشهده محافظة الوادي الجديد اليوم من تطور في أساليب تلقيح النخيل، يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية التكنولوجيا الزراعية في مواجهة التحديات التقليدية. ووسط مناخ صحراوي قاسٍ، يثبت مزارعو الوادي الجديد، بمساعدة الخبراء والباحثين، أن الزراعة الحديثة ليست خيارًا، بل ضرورة تقود إلى مستقبل أكثر إنتاجًا واستدامة.