الأرض
الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 مـ 07:14 مـ 13 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

العودة المحتملة للملاحة عبر البحر الأحمر تهدد باضطرابات في الموانئ الأوروبية

تستعد شركات الشحن العالمية حاليا لجولة جديدة من المفاوضات بشأن العقود السنوية لعام 2026، وسط مؤشرات على تغيّرات كبيرة في توازن العرض والطلب وأسعار الشحن. وفي مقابلة حديثة، قدم مارك فان هارين، المدير التجاري لشركة شيبل للشحن الرقمي (Shypple)، قراءة معمقة لتطورات السوق البحري العالمي، محذرا من أن عودة الملاحة عبر البحر الأحمر قد تتسبب في ازدحام شديد بالموانئ الأوروبية إذا لم يتم التنسيق المسبق بين شركات الشحن.

الأسواق تتأهب لتغيرات الأسعار والمسارات

يرى فان هارين أن قطاع الشحن البحري لا يزال يعيش حالة من التقلب المزمن، رغم استقرار الأوضاع بعد جائحة كوفيد. وقال: "كانت الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضتها إدارة ترامب هذا العام من أبرز العوامل التي أربكت تدفقات الشحن، حيث أوقفت العديد من الشركات شحناتها مؤقتا في انتظار وضوح المشهد التجاري".

وأضاف أن الطاقة الاستيعابية للسفن ارتفعت مع دخول سفن جديدة الخدمة، ما جعل السوق أكثر توازنا نسبيا بين العرض والطلب. غير أن شركات الشحن، وفقا له، أصبحت أكثر حذرا ومرونة، إذ "تتحكم في المعروض من خلال تقليل الرحلات البحرية (الفراغات التشغيلية) لتجنب انهيار الأسعار".

أسعار الشحن مرشحة للارتفاع مع نهاية العام

تتوقع شيبل ارتفاع الأسعار في الأسابيع المقبلة مع انتهاء بعض الخطوط التجارية مثل خدمة CES التي تربط أمريكا الوسطى بأوروبا، ما سيؤثر بشكل مباشر على تدفق المنتجات الطازجة مثل البطيخ والأناناس. وقال فان هارين: "السوق كان مستقرا نسبيا خلال العامين الماضيين، لكننا نتوقع أن يؤدي توقف هذه الخدمة إلى إعادة تشكيل السوق ورفع الأسعار تدريجيا".

احتمالات ازدحام الموانئ مع إعادة فتح البحر الأحمر

وفيما يتعلق بالتطورات الجيوسياسية، أشار فان هارين إلى أن اتفاق السلام في الشرق الأوسط يفتح الباب أمام عودة الملاحة عبر البحر الأحمر، بعد أشهر من الإغلاقات والتحويلات عبر رأس الرجاء الصالح. وأضاف: "نرى بالفعل خطوطا جديدة أطلقتها CMA CGM تربط الشرق الأوسط والمتوسط وأوروبا، لكن علينا أن نتحلى بالحذر. إذا استؤنف المرور عبر البحر الأحمر بشكل كامل، فقد تواجه الموانئ الأوروبية ازدحاما شديدا نتيجة تزامن وصول السفن".

وأوضح أن التنسيق بين شركات الشحن سيكون ضروريا لتفادي أي اضطرابات، خاصة في موانئ رئيسية مثل روتردام وأنتويرب وهامبورج.

التحول الرقمي ودور شيبل في قطاع المنتجات الطازجة

تقدم شيبل نموذجا حديثا لوكالات الشحن يعتمد على الرقمنة الكاملة وسلاسة تتبع الحاويات منذ لحظة وصولها إلى الميناء. وقال فان هارين: "نمنح عملاءنا شفافية كاملة في كل خطوة من الرحلة. إذا كان العميل يستورد خمس حاويات شهريا، فإننا ندير العملية له بالكامل من خلال منصتنا الرقمية".

وأوضح أن الشركة تركز بشكل خاص على قطاع المنتجات الطازجة، مستشهدا بنجاحها في معرض Fruit Attraction بمدريد، حيث أصبحت تعتبر حلقة وصل أساسية بين المصدرين والمستوردين.

ميناء روتردام تحت ضغط المنافسة

وفي ختام حديثه، أشار فان هارين إلى أن شيبل توسعت مؤخرا في السوق الألمانية، مع الحفاظ على مركزها اللوجستي عبر موانئ روتردام وأنتويرب. لكنه حذر من أن ميناء روتردام "قد يفقد بعض ميزاته التنافسية لصالح أنتويرب، الذي يتفوق في سرعة المناولة وتفادي الإضرابات".