جنوب أفريقيا توسع صادراتها من التوت الأزرق إلى أوروبا والخليج

تواصل جنوب أفريقيا ترسيخ مكانتها كمورد عالمي للتوت الأزرق، مدعومة بإمدادات أكثر استقرارا وشبكة لوجستية متنامية نحو أسواق الاتحاد الأوروبي والخليج وآسيا.
نمو في الأسواق الأوروبية والعربية
تظل المملكة المتحدة الوجهة الأولى لصادرات التوت الجنوب أفريقي، بينما تحافظ هولندا على دورها المحوري كمركز لإعادة التوزيع داخل القارة الأوروبية. وفي الوقت ذاته، تسجل الإمارات العربية المتحدة نموا سريعا في وارداتها، لتتحول إلى سوق عالية القيمة، في حين تزيد ألمانيا وهونغ كونغ وسنغافورة من حجم استيرادها من هذه الفاكهة ذات العائد المرتفع.
فقد ارتفعت واردات الإمارات من 562 طنا في موسم 2020/2021 إلى 1873 طنا في 2024/2025، بينما بلغت واردات ألمانيا 1838 طنا في 2023/2024 قبل أن تستقر عند 1568 طنا في العام التالي. أما هونغ كونغ وسنغافورة، فباتتا مركزين لوجستيين أساسيين لتوزيع التوت الأزرق في آسيا.
تحسن الإنتاج واستقرار الصادرات
بين موسمي 2020/2021 و2024/2025، زادت صادرات جنوب أفريقيا من التوت الأزرق بنسبة 44%، من 18,285 طنا إلى 26,301 طنا. ورغم التراجع الطفيف في الموسم الأخير بنسبة 0.68%، حافظت البلاد على معدلات رفض منخفضة، ما يعزز سمعتها في الأسواق العالمية. ويعود هذا النجاح إلى رفع كفاءة الإنتاج وجودة المناولة بعد الحصاد، وليس إلى زيادة المساحات المزروعة. فقد أسهم نضوج البساتين، وتحسين الأصناف المزروعة، ورفع كفاءة التحكم في درجات الحرارة، في تعزيز جودة الفاكهة واتساقها في وجهات التصدير.
التزام بالمعايير الأوروبية
تعد معايير التتبع ونسب بقايا المبيدات في السوق الأوروبية من أهم متطلبات التنافسية، ما دفع المنتجين والمصدرين للاستثمار في إدارة ما بعد الحصاد ومراقبة البيانات الدقيقة. ويسمح ذلك بالحفاظ على الصلابة ونسبة السكر العالية وثبات الجودة عبر الشحنات المختلفة، الأمر الذي يعزز ثقة المستوردين والمستهلكين على حد سواء.
تحسينات أصناف وإنتاج موسمية متكاملة
بعد التحديات اللوجستية وفائض الإنتاج من بيرو في عامي 2021 و2022، تستعد جنوب أفريقيا لطرح أصناف جديدة خلال موسمي 2025 و2026، مستوردة من الولايات المتحدة وأستراليا وإسبانيا، لتحسين الغلة والجودة وإطالة عمر المنتج على الأرفف. ويتركز الإنتاج في منطقتين رئيسيتين هما كيب الغربية التي تمثل نحو 60% من الإنتاج الوطني، والمنطقة الشمالية (ليمبوبو، مبومالانجا، وكوازولو ناتال) التي تساهم بـ40% وتتوسع بسرعة مع مزارع حديثة نسبيا.
مواسم حصاد منسقة لخدمة التصدير
يبدأ الحصاد في المنطقة الشمالية في يونيو ويبلغ ذروته في أغسطس، بينما يبدأ في كيب الغربية بعد ذلك بشهر تقريبا، ما يتيح استمرار الإمدادات وتغطية مواسم الطلب العالمي. كما تساهم الأصناف المبكرة والمتأخرة في الحفاظ على تدفق ثابت للأسواق المحلية وأسواق التصدير.
استراتيجية للتوسع المستقبلي
يركز قطاع التوت الأزرق الجنوب أفريقي حاليا على ترسيخ حضوره في المملكة المتحدة، وتعزيز التنسيق عبر هولندا كمحور أوروبي رئيسي، إلى جانب فتح طرق تجارية أوسع نحو الخليج وجنوب شرق آسيا. كما يظل تحسين التحكم الحراري ومراقبة الجودة وتطوير سلاسل الإمداد من أهم أولويات الصناعة استعدادا لدورة الإنتاج المقبلة.