الأرض
الإثنين 27 أكتوبر 2025 مـ 05:58 مـ 5 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أمطار قياسية تغرق شمال الصين وتدمر محصول الذرة

تشهد الصين واحدة من أسوأ الكوارث الزراعية منذ عقود بعد أن أدت أعنف أمطار منذ 60 عاما إلى إغراق الحقول في الشمال وتدمير مساحات واسعة من محصول الذرة، ما تسبب في خسائر كبيرة للقطاع الزراعي وتهديد مباشر لإمدادات الحبوب المحلية.

فيضانات غير مسبوقة في قلب مناطق الإنتاج الزراعي

أكد المركز الوطني للمناخ في الصين أن مقاطعتي خنان وشاندونج، وهما من أكبر مناطق إنتاج الذرة في البلاد، شهدتا أطول وأغزر موسم أمطار منذ ستة عقود. وتنتج هذه المناطق أكثر من 30% من إجمالي محصول الذرة الصيني، إلا أن تشبع التربة بالمياه جعل الحصاد مستحيلا في العديد من الحقول.

وتحذر وسائل الإعلام الحكومية من أن الذرة المحصودة بالفعل معرضة للتعفن بسبب الرطوبة المفرطة، ما يهدد بفقدان جزء كبير من الإنتاج القومي.

خسائر اقتصادية وضغط على الأمن الغذائي الصيني

تعد الذرة مكونا أساسيا في صناعة الأعلاف الحيوانية وإنتاج الإيثانول في الصين، وقد اعتمدت البلاد خلال الأعوام الأخيرة على الاكتفاء الذاتي لتقليل وارداتها من الولايات المتحدة ودول أخرى. غير أن هذا التوجه جعلها أكثر عرضة لتقلبات المناخ القاسية.

انخفضت واردات الذرة الصينية بنسبة 93% هذا العام لتصل إلى أقل من مليون طن، مما جعل الاحتياطيات غير كافية لتعويض خسائر الموسم الحالي. وقال محللون في شركة سيتونيا الاستشارية: "لا توجد مخزونات كافية لتغطية الأضرار الناجمة عن هذه الكارثة".

هبوط الأسعار رغم الأزمة ودعم حكومي عاجل

وفي مفارقة لافتة، أدت محاولة المزارعين للتخلص من المحاصيل قبل تعفنها إلى انخفاض أسعار الذرة بأكثر من 3% هذا الشهر في خنان. وردت الحكومة بإطلاق حزمة طوارئ قيمتها 484 مليون يوان (نحو 68 مليون دولار أمريكي) لتمويل عمليات تجفيف الحبوب وتحسين تصريف المياه في الأراضي الزراعية.

تداعيات تمتد إلى محاصيل أخرى

لم تقتصر الأضرار على الذرة فحسب، إذ تضررت أيضا محاصيل فول الصويا والفول السوداني، بينما لم يكتمل سوى 70% من حصاد الخريف على مستوى البلاد. ولا يزال مدى الضرر النهائي في الغلة والجودة قيد التقييم، وسط مخاوف من نقص حاد في الأعلاف وارتفاع الأسعار في الأشهر المقبلة.