الأرض
الجمعة 24 أكتوبر 2025 مـ 12:00 صـ 1 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تغيّر المناخ يهدد المحاصيل الصيفية.. ماذا ينتظر الزراعة المصرية في 2026؟

المحاصيل الزراعية المصرية
المحاصيل الزراعية المصرية

تشهد مصر خلال الأعوام الأخيرة تغيرات مناخية حادة انعكست بصورة مباشرة على القطاع الزراعي، أحد أهم قطاعات الاقتصاد الوطني. ومع ارتفاع درجات الحرارة وتكرار موجات الجفاف، يزداد القلق من التأثيرات السلبية على المحاصيل الصيفية التي يعتمد عليها ملايين المزارعين. وتشير تقارير دولية إلى أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة ونقص الموارد المائية قد يؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي المصري بنحو 8% بحلول عام 2060، ما يجعل عام 2026 محطة حاسمة في اختبار قدرة الزراعة المصرية على التكيّف مع المناخ الجديد.
شهدت مصر خلال السنوات الماضية موجات حر شديدة تجاوزت فيها درجات الحرارة 42 درجة مئوية في بعض المناطق الزراعية، ما أدى إلى تلف أجزاء من محاصيل الطماطم والذرة والفاكهة الصيفية.
ويؤكد خبراء المناخ أن ارتفاع درجات الحرارة يقلص فترة نمو النباتات ويُسرّع نضجها قبل اكتمال تكوين الثمار، الأمر الذي ينعكس على جودة المحصول وقيمته التسويقية.
كما أدى نقص المياه وزيادة معدلات التبخر إلى ارتفاع تكاليف الري بنسبة تصل إلى 15% في بعض المناطق، ما يشكل عبئًا إضافيًا على الفلاحين. ويُتوقع أن تتفاقم المشكلة في 2026 مع استمرار التراجع في كميات المياه المتاحة وازدياد الاعتماد على مصادر ري غير تقليدية.
أمراض وآفات جديدة تهدد الإنتاج
تُظهر بيانات مركز البحوث الزراعية أن تغير درجات الحرارة والرطوبة أدى إلى انتشار أمراض فطرية وآفات غير معتادة في مناطق متعددة من الوجه البحري والصعيد.
فعلى سبيل المثال، محصول الذرة تأثر بتغير نمط التلقيح بسبب موجات الحر، بينما شهدت مزارع المانجو والموالح تراجعًا في جودة الثمار نتيجة لارتفاع درجات الحرارة أثناء التزهير.
إلى جانب ذلك، يشكّل تملّح التربة وارتفاع منسوب المياه الجوفية في دلتا النيل تحديًا كبيرًا أمام استمرار زراعة المحاصيل الحساسة، مع تحذيرات من احتمال فقدان أجزاء من الأراضي الزراعية الساحلية خلال السنوات القادمة.
ماذا ينتظر المحاصيل الصيفية في 2026؟
تتوقع مراكز الأرصاد الزراعية أن يكون صيف 2026 من أكثر الفترات حرارة خلال العقد الحالي، مما قد ينعكس على إنتاجية المحاصيل التالية:
• الطماطم والفلفل والخيار: تراجع في الإنتاج بسبب الإجهاد الحراري وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض.
• الذرة: انخفاض في إنتاج الفدان بمعدل 3–6% نتيجة ارتفاع الحرارة ونقص المياه.
• المانجو والرمان: اضطراب في التزهير وجودة الثمار، خاصة في مناطق الإسماعيلية والشرقية والبحيرة.
كما يُتوقع أن ترتفع تكاليف الزراعة بنسبة 10 إلى 20% نتيجة لزيادة الإنفاق على المياه والمبيدات ووسائل التبريد الجزئي داخل الصوب الزراعية.
جهود الدولة والتكيّف مع الواقع الجديد
تعمل الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) على تنفيذ خطة لتضمين الزراعة في الاستراتيجية الوطنية للتكيّف مع تغيّر المناخ. وتشمل الخطة:
• التوسع في أنظمة الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والرش لتقليل الفاقد المائي.
• تشجيع زراعة الأصناف قصيرة العمر والمقاومة للجفاف.
• زيادة الاعتماد على الزراعة المحمية والدفيئات لتقليل تأثير الحرارة المباشرة.
• تطوير برامج الإنذار المبكر الزراعي لمساعدة المزارعين على اتخاذ قرارات سريعة خلال موجات الطقس المتطرف.
كما يجري العمل على دعم المزارعين عبر برامج التمويل الصغير لتغطية تكاليف التحول إلى ممارسات زراعية أكثر استدامة.
توصيات الخبراء
يرى خبراء الزراعة أن مواجهة تحديات المناخ تتطلب تغييرًا جذريًا في نمط التفكير الزراعي، وليس فقط في الأساليب التقنية.
ومن أبرز توصياتهم:
• الالتزام بمواعيد الزراعة المثلى لتجنب فترات الذروة الحرارية.
• إدخال أصناف هجينة جديدة تتحمل الحرارة العالية.
• استخدام الأسمدة العضوية والمحفزات الحيوية لتحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة.
• توسيع برامج التدريب والإرشاد الزراعي للمزارعين حول إدارة المخاطر المناخية.