الأرض
الأربعاء 22 أكتوبر 2025 مـ 09:42 مـ 29 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

البرتقال المصري ينافس إسبانيا في عقر دارها

البرتقال المصري
البرتقال المصري

رسخت مصر مكانتها كأكبر مصدر للبرتقال في العالم، محققة طفرة غير مسبوقة في حجم وجودة صادراتها، لتغزو أسواقًا كانت حتى وقت قريب بعيدة المنال مثل اليابان وأستراليا وإسبانيا.

تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بمحصول البرتقال في مصر نحو 500 ألف فدان، وهو ما يعادل الجزء الأكبر من إنتاج محاصيل الموالح. ويتم تطبيق أعلى المعايير الدولية في مراحل الزراعة المختلفة، بدءًا من اختيار البذور، مرورًا باستخدام المبيدات وفق النسب المسموح بها عالميًا، ووصولاً إلى أحدث نظم التعبئة والتغليف التي تتوافق مع متطلبات الأسواق المستوردة.

رقابة صارمة لمنع التهريب: حماية السمعة المصرية عالميًا

وشدد الدكتور محمد المنسي، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، على ضرورة تعزيز الرقابة على الصادرات، ومنع أي محاولات لتهريب البرتقال داخل الحاويات قبل بدء الموسم التصديري الرسمي.

وأكد المهندس معتز حسين، منسق لجنة التفتيش، أن اللجنة كثّفت أعمالها خلال الأيام الماضية بميناء سفاجا، حيث أجرت عمليات تفتيش دقيقة وعشوائية للحاويات، لضمان عدم تهريب أي كميات من البرتقال غير مكتمل النضج، ما يعكس التزام الدولة بالحفاظ على سمعة صادراتها الزراعية، وتطبيق ضوابط الصحة النباتية التي تطلبها الدول الشريكة في التجارة.

طفرة تصديرية: البرتقال المصري يغزو 160 سوقًا عالميًا

خلال السنوات الأخيرة، سجلت صادرات البرتقال المصري قفزات نوعية، حيث بات يُصدَّر إلى نحو 160 دولة حول العالم، من بينها دول كبرى مثل روسيا، الصين، السعودية، هولندا، وأغلب دول الاتحاد الأوروبي.

ويعود هذا النجاح إلى امتلاك مصر قرابة 200 محطة فرز وتعبئة موزعة على مختلف المحافظات، تُدار وفق أحدث النظم العالمية، ما أسهم في تحسين جودة المنتج وزيادة فرص نفاذه إلى الأسواق الخارجية.

اللافت أن البرتقال المصري أصبح مطلوبًا في دول مثل إسبانيا، التي تُعد في الأصل أكبر مورد للموالح عالميًا، مما يعكس جودة وتنافسية المنتج المصري.

إشادة أوروبية: انخفاض مدهش في نسب رفض الشحنات

في زيارة رقابية امتدت من 5 إلى 16 أكتوبر 2025، أعرب وفد المفوضية الأوروبية عن تقديره للنظام الرقابي المصري على متبقيات المبيدات في الحاصلات الزراعية، مؤكدًا أن معدل رفض شحنات الموالح المصرية المصدّرة إلى الاتحاد الأوروبي تراجع من 15% إلى 2.1% خلال الموسم الأخير.

وأشار التقرير إلى أن هذه النتائج الإيجابية تُعد دليلًا على كفاءة منظومة الرقابة المصرية، خاصة في ما يتعلق بآليات سحب العينات وفحص المنشآت المصدّرة والتأكد من مطابقتها للمعايير الأوروبية، ما يعزز من الثقة العالمية في الصادرات المصرية.

سر تفوق البرتقال المصري: جودة، طعم، تكلفة منخفضة

نجاح البرتقال المصري في الأسواق العالمية لم يكن محض صدفة، بل نتيجة تضافر عدة عوامل جعلته منافسًا قويًا:

المذاق الفريد: يتميز البرتقال المصري بطعمه الحلو وقشرته الرقيقة ورائحته العطرية.

الإنتاج الضخم: خاصة من صنف "فالنسيا" المعروف بتأخر حصاده وطول فترة صلاحيته، ما يطيل عمر تسويقه عالميًا.

التكلفة المنخفضة: بالمقارنة مع الدول المنافسة، ما يمنحه أفضلية سعرية ملحوظة.

منظومة التكويد: التي تُمكّن الجهات المختصة من تتبع المحصول منذ الزراعة وحتى وصوله إلى الموانئ، وهو ما يعزز ثقة الدول المستوردة.

مستقبل واعد لصادرات البرتقال المصري

مع استمرار تحديث المنظومة الزراعية والرقابية في مصر، تتوقع تقارير الحجر الزراعي زيادة أكبر في حجم الصادرات الزراعية، خصوصًا في قطاع الموالح. ويدعم ذلك تبني الوزارة لأنظمة حديثة في تتبع المحصول، وتوسيع القاعدة الإنتاجية، وفتح أسواق جديدة في آسيا وأمريكا الجنوبية.

وبينما تتنافس دول عدة على ريادة تصدير الموالح عالميًا، تواصل مصر تعزيز موقعها الرائد في هذا المجال، مدفوعة بجودة إنتاجها، وصرامة نظمها الرقابية، ورغبتها في إثبات قدرتها على المنافسة في أصعب الأسواق.