الأرض
الأحد 28 سبتمبر 2025 مـ 01:41 مـ 5 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

خطوات علمية لري المشمش دون خسارة الإنتاج

كشف الدكتور علاء جمعة، أستاذ البساتين بكلية الزراعة بجامعة قناة السويس، أن الري يُعد من العمليات الزراعية المحورية والمحددة لإنتاجية أشجار المشمش، مؤكدًا أن سوء إدارة الري أو تجاهل الاحتياجات المائية الدقيقة للأشجار يؤدي إلى ضعف الإنتاج وتدهور الحالة العامة للمزرعة، خاصة في ظل التغيرات المناخية وزيادة ملوحة التربة في بعض المناطق.

وأوضح الدكتور علاء جمعة أن احتياجات الري في مزارع المشمش تختلف بحسب عمر الأشجار، ونوع التربة، ونظام الري المستخدم، ونوعية المياه، والظروف المناخية السائدة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو توفير الرطوبة الفعلية في التربة بصورة سهلة الامتصاص للجذور، دون الوصول إلى درجة التشبع أو الجفاف الحاد، لأن كِلا الحالتين تؤثران سلبًا على نمو وإنتاج الأشجار.

وأضاف أن الرية الأولى تعتبر حاسمة في بداية موسم النمو، حيث تُعطى رية غزيرة بمعدل 50 إلى 60 مترًا مكعبًا للفدان، عادةً خلال أوائل شهر فبراير، وتُسهم هذه الرية في غمر أعماق التربة، وتوفير رطوبة مناسبة تدفع البراعم إلى التفتح وتُحفز على الإزهار.

كما نبّه إلى خطورة تعرّض الأشجار للجفاف خلال فترة التزهير، أو تأخر الري بعد ذلك، لما له من تأثير مباشر على سقوط الأزهار والعقد الحديث.

وأشار جمعة إلى أن نظام الري بالتنقيط يتطلب فترات ري متقاربة، خاصة خلال فصل الصيف، في حين يمكن تقليل عدد مرات الري تدريجيًا خلال الخريف والشتاء. ويتم الري يوميًا أو يومًا بعد يوم من بداية الموسم وحتى نهاية أغسطس، ثم يُخفض تدريجيًا بدءًا من سبتمبر، ليكون بمعدل مرتين أسبوعيًا، ثم مرة كل عشرة أيام حتى نهاية أكتوبر. وخلال شهري نوفمبر وديسمبر، يكون الري كل 10 إلى 15 يومًا، حسب نوع التربة والظروف الجوية، على أن يتم الري خلال شهري ديسمبر ويناير كل 15 إلى 20 يومًا للمحافظة على رطوبة منطقة انتشار الجذور.

ونوّه إلى ضرورة مراعاة ملوحة مياه الري، مؤكدًا ألا تتجاوز النسبة 600–700 جزء في المليون، حيث أن ارتفاع نسبة الملوحة يؤدي إلى انخفاض المحصول وتضرر الأشجار. كما شدّد على أهمية تجنّب الإسراف أو التعطيش، خاصة خلال مرحلة التزهير والعقد، وأهمية استمرار الري حتى بعد جني المحصول، لأن وقف الري خلال الصيف أو تقليله بشكل مفرط يُضعف الأشجار، ويمنع تكوين البراعم الزهرية اللازمة لموسم الإنتاج التالي، إذ تبدأ هذه البراعم في التكوّن خلال الفترة من يونيو وحتى أغسطس.

وأكّد الدكتور علاء جمعة أيضًا على أهمية عدم تحريك خراطيم الري بشكل عشوائي، لأن ذلك قد يؤدي إلى سحب الأملاح من حواف التربة إلى منطقة الجذور، مما يضر بصحة الأشجار.

ولفت إلى ضرورة إدارة برنامج الري باحترافية، بحيث تُحفَّز الجذور على النمو لعمق مناسب يضمن استقرار الأشجار وتحسين امتصاص العناصر الغذائية.

وختم بالإشارة إلى أن نجاح زراعة المشمش لا يتوقف على التسميد والتقليم فقط، بل إن إدارة مواعيد وكميات الري بدقة يُعد عاملاً حاسمًا في تحقيق إنتاج وفير ومستقر، داعيًا المزارعين إلى تبني أساليب علمية حديثة في جدولة الري، وعدم الاعتماد على الاجتهادات الشخصية، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية وندرة المياه.