الأرض
الأربعاء 3 سبتمبر 2025 مـ 03:32 صـ 10 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

إنتاج البطاطس في خطر.. والأسمدة الحرة ترهق الفلاحين

الأسمدة الحرة ترهق الفلاحين
الأسمدة الحرة ترهق الفلاحين

قال المهندس طه ممدوح عامود، مدير عام الإصلاح الزراعي بالدقهلية، إن الإصلاح الزراعي في مصر لا يقتصر على توزيع الأراضي، بل يشمل توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي من تقاوي محسّنة، وأسمدة مدعّمة، ومبيدات، بهدف رفع كفاءة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وأوضح عامود أن العام الماضي شهد إنجازًا ماليًا مهمًا، تمثل في تحصيل أكثر من 100 مليون جنيه من إيجارات أراضي الإصلاح الزراعي، مما يعكس تطور الأداء الإداري والمالي في المنظومة.

حلول جذرية لأزمة الأسمدة وتفعيل "كارت الفلاح"

وأشار عامود إلى أن أزمة الأسمدة التي نشأت نتيجة توقف استيراد الغاز الطبيعي بسبب الحرب، تم التغلب عليها من خلال تفعيل نظام تبادل الصرف بين الجمعيات الزراعية، وربط جميع القطاعات ببعضها لتسهيل توزيع السماد. كما أشار إلى أن الصرف يتم حاليًا من خلال كارت الفلاح الإلكتروني، بعد وقف الصرف الورقي نهائيًا.

وأكد أن مخزون الأسمدة متوفر بما يغطي احتياجات الفلاحين، حيث بلغ رصيد سماد اليوريا 5259 طنًا، والنترات 1738 طنًا حتى 30 يونيو 2024. أما الوارد من الأسمدة فبلغ 12,855 طن يوريا، و5,395 طن نترات، وتم توزيع 13,862 طن يوريا، و6,300 طن نترات خلال الموسم.

مشروعات الري الحديث وزيادة إنتاجية المحاصيل

ولفت عامود إلى أن الإصلاح الزراعي بدأ في تنفيذ شبكات ري حديثة (الري بالتنقيط) في مناطق دميرة وبلقاس، مما ساهم في تحسين إنتاجية محاصيل مثل البطاطس والخضروات. كما أشار إلى وجود صوب زراعية يجري ترخيصها بالتنسيق مع مديرية الزراعة، لتعزيز الزراعة الحديثة.

وأكد أن الإصلاح الزراعي يُولي اهتمامًا خاصًا بالمحاصيل الاستراتيجية، حيث تم هذا العام زراعة 33,208 أفدنة من القمح، وتوريد 398,496 إردبًا، في موسم وصفه بالناجح.

كما تم زراعة 29,600 فدان من الأرز بمتوسط إنتاج 4–5 أطنان للفدان، مع تنظيم حملات توعوية للمزارعين حول أهمية عدم حرق قش الأرز وتسليمه إلى المنافذ البيئية المخصصة، بالتعاون مع الجهات المختصة.

تنوع زراعي يشمل الذرة وفول الصويا والبنجر

وأضاف عامود أنه تم زراعة 30 ألف فدان من الذرة، و6,412 فدانًا بفول الصويا، بالإضافة إلى 5,518 فدانًا من البنجر بمتوسط إنتاج بلغ 22 طنًا للفدان. وتم توريد 120 ألف طن من البنجر إلى مصنع السكر ببلقاس.

كما أشار إلى خطة الإصلاح الزراعي لتطهير المراوي والمصارف، والبالغ عددها 109 مراوي و175 مصرفًا، باستخدام 27 معدة مخصصة لهذا الغرض.

إنتاج ضخم من البيض والدواجن يعزز الأمن الغذائي

من جانبه قال الدكتور أحمد السيد عرابي، مدير عام التعاون الزراعي بالإصلاح الزراعي بالدقهلية، إن من أهم المشروعات الناجحة مشروع محطة إنتاج بيض المائدة بدكرنس، التي تنتج 30 مليون بيضة سنويًا، وتغطي ثلثي احتياج محافظة الدقهلية.

ونوه إلى أن المحطة تضم 3 عنابر إنتاج وعنبر تحضين، حيث يتم نقل الكتاكيت من عمر يوم إلى عنابر الإنتاج عند عمر 120 يومًا. كما يوجد مصنع أعلاف ينتج 3,500 طن سنويًا، وصيدلية بيطرية، و7 حضانات لتحصين الكتاكيت حتى عمر 21 يومًا، بالإضافة إلى 8 مناحل نحل يبلغ إنتاجها السنوي 2 طن من العسل.

مشروعات حيوانية تدعم صغار المربين

وتابع عرابي أن الإصلاح الزراعي يشارك في تنمية الثروة الحيوانية من خلال محطتين لإنتاج العجلات العشار في أجا والمنزلة، حيث يتم تسليمها للمستفيدين بأقساط ميسّرة. كما توجد محطتان لتسمين الدواجن في شربين وبلقاس، تنتجان 60 ألف كتكوت في الدورة الواحدة، بإجمالي إنتاج سنوي يصل إلى 300 ألف طائر.

وأشار إلى امتلاك الإصلاح الزراعي 32 كراكة تُستخدم في تطهير المراوي والمصارف، في إطار الحفاظ على جودة الري وزيادة كفاءة استخدام المياه.

نقص السماد لا يزال أزمة في بعض الجمعيات

من جهته قال الحاج عبد الحميد المرسي، رئيس الجمعية المركزية للإصلاح الزراعي بالدقهلية، إن بعض الجمعيات لا تزال تعاني من نقص شديد في الأسمدة، مشيرًا إلى أن جمعية المنيل لم تتسلم أي كميات من السماد منذ شهر فبراير.

وأوضح أن الجمعية صرفت 70 طنًا من مخزون الموسم الشتوي، لكنها لم تكن كافية لتغطية احتياجات الموسم الصيفي.

وأضاف أن الفلاحين اضطروا للجوء إلى السوق الحر، حيث وصل سعر شيكارة السماد إلى 1300 جنيه، بينما تقوم المصانع ببيعها للتجار بسعر 950 جنيهًا، مما يطرح تساؤلات حول أسباب النقص.

وتحدث المرسي عن خسائر فادحة في محصول البطاطس، بسبب انخفاض سعر التسليم إلى 6 جنيهات للكيلو، في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، التي تشمل 12 شيكارة سماد للفدان، ونحو طن ونصف من التقاوي، إلى جانب تكلفة المبيدات.

تحسن ملحوظ في توزيع الأسمدة وبداية مبشرة لمحصول القطن

قال الحاج عثمان الغريب، عضو الجمعية المركزية وعضو الاتحاد التعاوني، إن أزمة الأسمدة بدأت في التراجع، وبلغت نسبة التوزيع هذا الموسم 60%، حيث يتم الصرف حاليًا من خلال كارت الفلاح.

وأشار الغريب إلى أن مركز أجا يشهد زراعة 300 فدان من القطن، مع توفر البذور الجيدة في وقت مبكر.

وأكد أن ارتفاع درجات الحرارة هذا العام ساعد على تحسن المحصول، مقارنة بالعام الماضي الذي شهد تأخرًا في توفير البذور وضعفًا في الجودة.