أوكرانيا تواجه ضغوطا في أسواق القمح بعد تراجع واردات الاتحاد الأوروبي

حذرت تقارير زراعية من أن أوكرانيا قد تحدث اضطرابا في أسواق القمح العالمية بعد تراجع حاد في واردات الاتحاد الأوروبي، نتيجة انتهاء التدابير التفضيلية التي سمحت لها بتصدير كميات ضخمة منذ اندلاع الحرب.
فقد استورد الاتحاد الأوروبي ما يزيد عن 12 مليون طن من القمح في 2022-2023، ثم 12.7 مليون طن في الموسم التالي، و10.7 مليون طن في موسم الحصاد الأخير، استحوذت أوكرانيا على نصفها تقريبا بفضل تعليق حصص الرسوم الجمركية. لكن مع انتهاء هذه الإجراءات في يونيو 2025 وعودة العمل بالحصص، بالتزامن مع توقع زيادة الإنتاج الأوروبي بنسبة 13% هذا العام، تراجعت الحاجة إلى الواردات بشكل كبير.
تشير توقعات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن واردات الاتحاد الأوروبي ستنخفض إلى ما يزيد قليلا عن 6 ملايين طن في 2025-2026، ما يدفع أوكرانيا للبحث عن أسواق بديلة في شمال إفريقيا وجنوب وجنوب شرق آسيا. ورغم ذلك، يتوقع أن تحافظ كييف على مستوى صادراتها عند 15.5 مليون طن، قريبا من العام الماضي.
الخبير الزراعي دينيس فوزنيسينسكي يرى أن إعادة توجيه الصادرات الأوكرانية ستضغط على الأسعار في الأسواق الناشئة، خصوصا في شمال إفريقيا وآسيا، لافتا إلى أن أي تقدم في محادثات السلام مع روسيا قد يزيد من هبوط الأسعار عالميا.
أما دان باس، رئيس شركة AgResource، فاعتبر أن سوق القمح يمر بحالة ركود بسبب ضعف الطلب، إذ تتراجع العقود الآجلة للقمح الأحمر الشتوي الصلب منذ مارس إلى أدنى مستوياتها. وفي الوقت نفسه، تستمر روسيا، أكبر مصدر عالمي، وأوكرانيا في زيادة الإنتاج، ما يعقد المشهد أكثر.
روسيا خفضت أسعار القمح إلى 233 دولارا للطن في نهاية أغسطس لتحفيز الطلب، لكن كبار المستوردين، وعلى رأسهم الصين، قلصوا مشترياتهم بشكل ملحوظ، إذ من المتوقع أن تستورد بكين 6 ملايين طن فقط في 2025-2026 مقارنة بـ13.8 مليون طن قبل سنوات قليلة، ما يزيد من صعوبة إيجاد منافذ جديدة أمام الصادرات الأوكرانية.