أستاذ زراعة يكشف أخطاء قاتلة في ري أشجار الفاكهة

شدد الدكتور علاء جمعة، أستاذ مساعد الفاكهة بكلية الزراعة بجامعة قناة السويس، على مجموعة من الإرشادات الفنية المهمة لضمان كفاءة نظام الري بالتنقيط في زراعة أشجار الفاكهة، محذرًا من الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلى ضعف الإنتاج أو تدهور صحة الأشجار، خاصة في ظل التغيرات المناخية وارتفاع ملوحة التربة ومياه الري في بعض المناطق.
إرشادات ذهبية لري أشجار الفاكهة بنظام التنقيط
كشف الدكتور علاء جمعة أن الاستخدام الأمثل لنظام الري بالتنقيط يتطلب صيانة دورية دقيقة، تبدأ بمنع انسداد النقاطات من خلال استخدام الأحماض المناسبة، مثل حمض الفوسفوريك أو النيتريك، بمعدل لتر واحد للفدان، مما يضمن انتظام توزيع المياه ووصولها إلى الجذور بكفاءة.
وفي حالات سقوط الأمطار، شدد جمعة على ضرورة الري الفوري والغزير بعد المطر لطرد الأملاح المتراكمة خارج نطاق الجذور، خصوصًا في الأراضي الملحية، حيث يؤدي تراكم الأملاح إلى ضعف امتصاص العناصر الغذائية الأساسية.
الري في الشتاء.. ضرورة وليس ترفًا
وحذر أستاذ الفاكهة من إيقاف الري تمامًا خلال فترة سكون الأشجار، مؤكدًا أن استمرار الري بمعدلات خفيفة وعلى فترات متباعدة، وفقًا لنوع التربة، يساعد في الحفاظ على رطوبة الجذور خلال فصل الشتاء، ويمنع جفاف التربة وارتفاع تركيز الأملاح بها.
وأشار إلى أهمية توزيع خراطيم الري على جانبي الأشجار بمسافة لا تقل عن 50 سم، لتعزيز نمو الجذور وانتشارها المتوازن، ما يزيد من ثبات النبات داخل التربة.
كما نبه إلى تجنب الري خلال ساعات الظهيرة، تفاديًا لتأثير درجات الحرارة العالية على فعالية الامتصاص، في حين يؤدي ارتفاع الرطوبة الأرضية والجوية أثناء النضج إلى تشقق الثمار وخسارة المحصول.
التسميد والملوحة.. خطوات تجنب الكارثة
في مواجهة الآثار الضارة لملوحة التربة أو مياه الري، أوصى جمعة بضرورة الري الجيد للتربة قبل الزراعة لطرد الأملاح خارج نطاق الجذور، مع زراعة الشتلات بطريقة تمنع تجمع المياه حول الجذور، عبر ردم محيط الشتلة بمستوى أعلى من سطح التربة.
وأوضح أن الري المتقارب ومنع تصويم الأشجار (تجويعها مائيًا) من العوامل الأساسية للحفاظ على رطوبة التربة وتقليل تركيز الأملاح، مشددًا على عدم استخدام التربة الجافة من خارج منطقة الابتلال في الردم حول الأشجار.
ودعا إلى إضافة الأسمدة العضوية والكبريت الزراعي خاصة في فصل الخريف، لتحسين خصائص التربة، وخفض القلوية، وزيادة توافر العناصر الغذائية مثل الكالسيوم والحديد والفسفور، ما يعزز مسامية التربة وقدرتها على التخلص من أملاح الصوديوم.
كما أكد على عدم اقتراب الأسمدة الكيماوية من الجذور مباشرة، وضبط تركيز محلول الأسمدة في مياه الري بحيث لا يتجاوز 0.5 جرام لكل لتر، تجنبًا للإضرار بالجذور.
نصائح إضافية للمزارعين في الأراضي الملحية:
زيادة مياه الري بنسبة 25٪ عن المعدل المعتاد.
غسيل التربة كل عامين إلى ثلاثة خلال فصل الشتاء والخريف، لتقليل تراكم الأملاح.
توزيع السماد العضوي بانتظام لتحسين التهوية وتماسك التربة الرملية.
خلاصة التوصيات: زراعة ذكية تبدأ من ضبط الري
أكد الدكتور علاء جمعة أن نجاح الزراعة الحديثة، خاصة في ظل أنظمة الري المتطورة، يعتمد على الإدارة الذكية للمياه والأسمدة. وتطبيق هذه الإرشادات الدقيقة لا يحافظ فقط على صحة الأشجار وإنتاجيتها، بل يُعد خط دفاع أول ضد تحديات الجفاف وملوحة التربة وارتفاع درجات الحرارة.