الأرض
الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 مـ 05:26 مـ 30 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

سوسة النخيل الحمراء تفتك بالبساتين دون إنذار

قال المهندس عزام النعيمي، استشاري الزراعة، إن سوسة النخيل الحمراء تُعد الآفة الأخطر على نخيل التمر، متجاوزةً في خطورتها حشرة الحميرة، والدوباس، وحفارات النخيل، والحشرات القشرية، والتي يمكن رصدها بسهولة والتعامل معها دون أن تؤدي إلى موت النخلة، على عكس سوسة النخيل الحمراء التي تنفذ تدميرها بصمت من داخل الجذع، وتباغت المزارعين بعد فوات الأوان.

الإصابة تبدأ بصمت وتقتل دون إنذار

تبدأ خطورة هذه السوسة منذ لحظة اختراقها الجذع الداخلي للنخلة، حيث تنشط اليرقات في حفر أنفاق داخلية دون أي علامات خارجية مرئية. هذا النوع من "الإصابة الخفية" يسمح بتفاقم الوضع دون أن يُلاحظ، حتى تصل الأضرار إلى مرحلة لا رجعة فيها، غالبًا ما تنتهي بموت النخلة.

تكاثر سريع وانتشار كارثي

تتميّز أنثى سوسة النخيل بقدرة فائقة على التكاثر، حيث تضع مئات البيوض خلال دورة حياتها، وتتحول هذه البيوض بسرعة إلى يرقات مدمّرة. خلال وقت قصير، تتوسع الإصابة داخل البستان الواحد، ثم تنتقل إلى مزارع مجاورة، مما يرفع من احتمالية حدوث وباء زراعي يصعب احتواؤه.

إصابة مباشرة للأنسجة الحيوية

بعكس الحشرات الأخرى التي تهاجم الأجزاء السطحية، تستهدف السوسة الحمراء قلب النخلة وقمة النمو، ما يؤدي إلى خلل في دورة الحياة الحيوية للنخلة، وموتها الكامل في حال تأخرت إجراءات المكافحة.

قدرة تنقل مرنة تهدد المحاصيل

لا تقتصر خطورة سوسة النخيل الحمراء على البستان المصاب فقط؛ بل تنتقل بسهولة عبر الفسائل الملوثة، ووسائل النقل الزراعية، وتتمتع بقدرة على الطيران لمسافات طويلة، مما يجعل انتشارها بين البساتين أمراً سريعاً وخارج نطاق السيطرة إذا لم يُحتوَ مبكرًا.

الخلاصة:

سوسة النخيل الحمراء ليست مجرد آفة، بل عدو صامت يعمل داخل النخلة بهدوء قاتل. صعوبة اكتشافها في بدايات الإصابة، وارتفاع معدل تكاثرها، وسرعة انتقالها، كلها عوامل تجعلها التهديد الأكبر للنخيل في العالم العربي. لذلك، فإن التحري الدوري، والمراقبة المستمرة، والاستجابة السريعة من فرق المكافحة، هي خط الدفاع الأول لحماية هذا المورد الزراعي الحيوي.