الأرض
السبت 27 ديسمبر 2025 مـ 05:50 مـ 7 رجب 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

إجراءات عاجلة للتعامل مع الموجة الباردة وتأثيرها على القطاع الزراعي

قال الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الموجة الباردة وتأثيرها على القطاع الزراعي تمثل تحديًا حقيقيًا للمزارعين في مصر خلال الأيام الأخيرة من ديسمبر 2025، وذلك بالتزامن مع موسم «العشرة الكوالح» من ليالي «الأربعينية البيض»، المعروف تاريخيًا بانخفاض درجات الحرارة وتأثيره المباشر على المحاصيل الشتوية. واعتبر فهيم أن التعاطي السليم مع هذه الموجة يُعد خطوة حاسمة لحماية المحاصيل وتقليل الخسائر المحتملة.

وأشار فهيم إلى أن الموجة الباردة تمتد من السبت 27 ديسمبر وحتى الأربعاء 31 ديسمبر، وتتسم بانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة خلال ساعات الليل والفجر، مع طقس مائل للدفء خلال النهار، ما يستلزم اتخاذ إجراءات دقيقة من المزارعين للحفاظ على إنتاجية المحاصيل الشتوية.

تعامل المزارعين مع الموجة الباردة بذكاء

وأوضح رئيس مركز المناخ أن الفترات الصباحية والليلية ستشهد طقسًا شديد البرودة مع تكون شبورة مائية كثيفة أحيانًا، خاصة على الطرق الزراعية والسريعة المؤدية من وإلى شمال البلاد، القاهرة الكبرى، وسط سيناء، وشمال الصعيد، من الساعة الثالثة فجراً وحتى العاشرة صباحًا، ما يتطلب الحذر الشديد أثناء التنقل.

كما أشار إلى فرص سقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة على السواحل الشمالية وشمال الوجه البحري خلال الأيام الأولى من الموجة، إلى جانب نشاط الرياح على السواحل الشمالية، الوجه البحري، وجنوب سيناء، ما يزيد الإحساس بالبرودة ويؤثر على المحاصيل المكشوفة.

وأضاف أن الملاحة البحرية ستتأثر باضطراب البحر المتوسط، مع ارتفاع موج يتراوح بين 2.5 و3.5 متر من السبت وحتى الاثنين.

توزيع درجات الحرارة على مختلف المناطق

بيّن مركز المعلومات أن القاهرة الكبرى ومحافظات الوجه البحري ستسجل درجات حرارة عظمى بين 19 و20 درجة، مقابل صغرى بين 10 و11 درجة. أما السواحل الشمالية فتسجل عظمى بين 18 و19 درجة وصغرى تصل إلى 9 درجات، فيما تنخفض درجات الحرارة الصغرى في شمال الصعيد إلى ما بين 6 و7 درجات، وهو ما يمثل تحديًا للمحاصيل الحساسة للبرودة. وفي جنوب الصعيد، تتراوح الحرارة العظمى بين 22 و24 درجة، مع صغرى بين 10 و12 درجة.

توصيات زراعية عاجلة لحماية المحاصيل

وشدد فهيم على ضرورة الالتزام بالإرشادات الزراعية خلال هذه الفترة، أبرزها:

عدم تعطيش الأرض والاكتفاء بريّات خفيفة وعلى فترات متقاربة.

تجنب الري الغزير لتقليل فرص الإصابة بالأمراض الفطرية.

حماية المحاصيل الحساسة مثل البطاطس، البنجر، الفول، الفراولة، والخضر الشتوية، باستخدام التسميد عالي الفسفور والرش الوقائي ضد أمراض البرودة الرطبة.

تأجيل الري إلى فترة الظهيرة بدلًا من الصباح الباكر.

فيما يخص القمح، أوصى فهيم بمتابعة الحقول لرصد أي إصابات بالصدأ الأصفر، خاصة في الأراضي سيئة الصرف، مع تفضيل التسميد بالنترات على اليوريا، وإيقاف مبيدات الحشائش بعد عمر 40-45 يومًا. أما بالنسبة للمانجو والموز في مناطق الظهير الصحراوي، فشدد على انتظام الري الخفيف، وإضافة الفولفيك والفوسفور العالي لتقليل تأثير الرياح الباردة، مع الاهتمام بالتهوية الجيدة للبيوت المحمية نهارًا وإحكام غلقها ليلاً.

خلاصة المشهد الزراعي خلال الموجة الباردة

أكد فهيم أن التعامل الذكي مع الطقس يمثل خط الدفاع الأول لحماية المحاصيل، مشددًا على أن المتابعة اليومية والالتزام بالإرشادات الفنية هما العامل الحاسم لتجاوز الموجة الباردة بأقل خسائر ممكنة، وضمان الحفاظ على جهود المزارعين ومحاصيلهم خلال قلب الموسم الشتوي.