إجراءات وقائية لحماية المحاصيل الزراعية عقب الموجة الحارة

أعلن الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، عن انتهاء الموجة التاريخية للحرارة الشديدة والإشعاع الشمسي التي ضربت البلاد مؤخرًا، مؤكدًا أن آثارها السلبية قد بدأت بالفعل في الظهور على المحاصيل الزراعية، وخاصة في صعيد مصر.
وأوضح فهيم أن التأثيرات الحقيقية للموجة الحارة ستزداد خلال الفترة القادمة، ما يعزز فرص تفشي الآفات والأمراض التي تستغل ضعف النباتات الناتج عن تلك الموجة الحارقة.
الأثر البيئي والمخاطر المتزايدة
ولفت إلى أنه مع التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، أصبحت موجات الحرارة الشديدة تشكل تهديدًا حقيقيًا للمحاصيل الزراعية، التي تعتبر المصدر الأساسي للغذاء في العديد من المناطق. الموجة الحارة الأخيرة أثرت بشكل كبير على الصحة العامة للنباتات، ما يؤدي إلى تقليص الإنتاجية الزراعية وتهديد الأمن الغذائي. ويعتبر هذا التحدي بمثابة دعوة عاجلة للمزارعين في مصر لاتخاذ خطوات وقائية فورية لضمان حماية محاصيلهم.
إجراءات وقائية ضرورية للحفاظ على المحاصيل
وفي هذا السياق، شدد فهيم على ضرورة اتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية الفعالة لحماية المحاصيل من آثار الحرارة المرتفعة، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات يجب أن تبدأ فورًا. وتشمل تلك الإجراءات:
1. للمحاصيل في النصف الأول من عمرها: – استخدام محلول من سليكات البوتاسيوم (5 جم/لتر) مع إضافة محفزات نمو مثل الأحماض الأمينية الحرة والعناصر الصغرى (الحديد، المنجنيز، الزنك)، وذلك لدعم صحة النباتات.
2. لأشجار الفاكهة: – رش الزيوت المعدنية الصيفية أو الصابون البوتاسي لمكافحة الحشرات الضارة مثل الحشرة القشرية، البق الدقيقي، وذبابة الفاكهة.
3. لخضر المشاتل، خاصة الفراولة: – التحضير لاستخدام المبيدات الجهازية عند الضرورة، خاصة مع توقع تفشي بعض الأمراض بسبب الطقس الحار.
فرص زراعية في ظل الظروف الحالية
وتابع فهيم بأن الطقس الحالي يعد مناسبًا لزراعة بعض المحاصيل التي تتطلب درجات حرارة معينة، مثل المانجو، الموالح، الزيتون، والنخيل. كما أنه الوقت المثالي للبدء في زراعة العروة الجديدة من الخضروات مثل الطماطم، الفلفل، الكرنب، والخرشوف.
وفيما يخص محاصيل الزيتون، التمور، الكمثرى، والموالح، أوصى فهيم باستخدام مركبات التحجيم القائمة على البوتاسيوم، وإدخال محفزات النمو مثل الأحماض الأمينية، مستخلصات الطحالب، والسيتوكينين، لمساعدة هذه المحاصيل في التأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة.
متابعة حالة المحاصيل وأعراض الأمراض
وأضاف فهيم أن المزارعين يجب أن يراقبوا أعراض التفاف الأوراق في محاصيل الطماطم والفلفل ويتخذوا الإجراءات العلاجية المناسبة. كما أكد ضرورة الإسراع في تجهيز العروة النيلية من محاصيل البطاطس، البنجر، الثوم، البصل، الفاصوليا، البسلة، والفراولة المبكرة على أن تتم الزراعة في غضون 10 أيام.
وأشار أيضًا إلى أهمية مراقبة الأمراض الفطرية والبكتيرية مثل تبقعات الأوراق، اللفحات، البياض الزغبي، أعفان الجذور، والأنثراكنوز، التي قد تنتشر في مشاتل الفراولة بسبب الظروف المناخية الحالية.
إجراءات الري المثلى في ظل ارتفاع الحرارة
من النصائح المهمة التي قدمها فهيم، ضرورة اتباع ممارسات ري مدروسة للمحاصيل في صعيد مصر، خاصة في محافظات مثل سوهاج وقنا.
وأوضح أن الري يجب أن يتم إما في الساعات المبكرة من الصباح أو بعد الساعة العاشرة مساءً، لتفادي تأثير الرياح القوية والحرارة الشديدة التي قد تؤدي إلى تبخر المياه.
نهاية الموجة الحارة وبدء التحسن
وفيما يتعلق بالتحسن التدريجي في الأحوال المناخية، أكد فهيم أن مع انتهاء ما وصفه بـ"القبة الحرارية"، أصبح الوقت مناسبًا للمزارعين لتطبيق هذه الإجراءات الوقائية بشكل فعال. وطالب المزارعين في مختلف أنحاء الجمهورية بتكثيف جهودهم لحماية المحاصيل الزراعية من أي أضرار محتملة.
توجيهات وزارة الزراعة
على صعيد متصل، أصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي العديد من التقارير المتواصلة بشأن طرق وآليات تعامل المزارعين مع الموجة الحارة، مشيرة إلى أهمية التفاعل السريع مع التغيرات المناخية لضمان عدم تعرض المحاصيل لأي خسائر فادحة. هذه التقارير تمثل دليلًا عمليًا للمزارعين لتفادي أضرار الحرارة والحفاظ على الإنتاجية.
في الختام، يبقى التكيف السريع مع التغيرات المناخية واتباع أفضل أساليب الزراعة والري هو السبيل الوحيد لحماية المحاصيل الزراعية وضمان استمرارية الإنتاج الزراعي في ظل الظروف المناخية المتقلبة.