الأرض
الخميس 14 أغسطس 2025 مـ 03:45 مـ 19 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

التين يتحدى البطاطس ويتصدر المحاصيل الأكثر إنتاجًا

شهدت محافظة المنيا موسم حصاد استثنائي لمحصول التين هذا العام، حيث حققت إنتاجية قياسية تجاوزت 11 طنًا للفدان، متفوقة بذلك على محاصيل تقليدية شهيرة مثل البطاطس التي يتراوح متوسط إنتاجها بين 8 إلى 11 طنًا للفدان.

وأكد المهندس الزراعي أحمد عبد الجواد، أن هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل جاء ثمرة عام كامل من العمل المتواصل والتخطيط الزراعي الدقيق، حيث تم اعتماد تقنيات حديثة وأساليب علمية أثمرت عن نتائج غير مسبوقة.

وأوضح أن المزارعين اعتمدوا هذا العام على أنظمة الري بالتنقيط، واستخدام الأسمدة العضوية، ما ساهم في تحسين جودة التربة وزيادة إنتاجية الأشجار بشكل ملحوظ.

وأضاف عبد الجواد أن الرعاية الفنية المستمرة من قِبل مهندسي الزراعة، وتقديم الإرشادات الدقيقة للمزارعين بشأن مواعيد التقليم، وطرق مكافحة الآفات، لعبت دورًا جوهريًا في تحقيق هذه النتائج المبهرة، مشيرًا إلى أن المناخ المعتدل هذا العام شكّل عاملًا مساعدًا في تعزيز جودة وكمية الإنتاج.

ومع انطلاق موسم الحصاد في يوليو، تحوّلت الحقول إلى مشهد احتفالي مفعم بالحياة. الأغاني الشعبية تملأ الأرجاء، والمزارعون يعبرون عن فرحتهم بثمار تعبهم. تشارك النساء بدور رئيسي في عملية القطف، حيث يقمن بجمع وفرز التين بعناية، بينما يساهم الأطفال في نقل السلال المملوءة إلى أماكن التعبئة استعدادًا لنقلها إلى الأسواق.

"أحلى من الشهد يا تين"… من أغنية إلى حقيقة

وقال بيشوي فريد، أحد المزارعين بمنطقة سمالوط، إن محصول التين بات من الركائز الأساسية للزراعة بالمحافظة، خاصة في مراكز المنيا، وسمالوط، ومطاي، حيث يُزرع على مساحات واسعة. وأشار إلى أن متوسط إنتاج الفدان الواحد يصل إلى 11 طنًا، ويتم جمع المحصول يدويًا بعناية، ثم تعبئته في أقفاص بلاستيكية لنقله إلى منافذ البيع.

أما المزارع ناجي خلف، فقد أشار إلى أن القيمة الغذائية العالية للتين، لا يقتصر على كونه محصولًا اقتصاديًا فقط، بل يُعد كنزًا صحيًا، لاحتوائه على كميات كبيرة من الكالسيوم والفوسفور، ما يجعله مفيدًا لصحة العظام والجهاز الهضمي، لا سيما للأطفال. وأضاف أن عملية جمع الثمار تتم على مراحل متعددة منذ بداية يوليو وحتى نهاية سبتمبر، بما يضمن استمرار الإمداد للأسواق طوال الموسم.

ونوه إلى أن محصول التين هذا العام استطاع أن يرسم البسمة على وجوه المزارعين، ويمنحهم موسمًا استثنائيًا يعيد للأذهان قيمة الأرض إذا أُحسن استغلالها، ويعكس تحول الزراعة في مصر نحو مفاهيم أكثر تطورًا واستدامة.