انتكاسة غير مسبوقة.. مزارعو التين يستغيثون من أزمة تساقط المحصول

قال عدد كبير من المزارعين إن محصول التين في مصر هذا الموسم يتعرض لانتكاسة غير مسبوقة، بعد أن شهدت مزارع في مختلف المحافظات تساقطًا مبكرًا وكثيفًا للثمار قبل نضجها، ما أدى إلى خسائر فادحة للمزارعين وتهديد مباشر للقطاع ككل.
المزارعون، الذين يعتبرون التين مصدر دخل موسمي رئيسي، أطلقوا "صرخة الريف" مطالبين بتدخل عاجل من الدولة، محذرين من أن استمرار الأزمة قد يضع المحصول الاستراتيجي على حافة الانهيار، خصوصًا أن أصنافًا مصرية تحظى بسمعة دولية وتدخل ضمن قوائم التصدير الأعلى في إفريقيا.
أسباب متشابكة... وأرض تستغيث
الخبراء يعزون الظاهرة إلى تغيرات مناخية حادة، وسوء إدارة الري، ونقص عناصر غذائية حيوية مثل الكالسيوم والبورون، إضافة إلى انتشار أمراض فطرية وحشرية. وبينما شهدت بعض المواسم السابقة حالات مشابهة، إلا أن هذا العام تميز باتساع نطاق الضرر ليشمل مناطق لم تكن مصابة من قبل، مما يعقد سبل المواجهة.
تحذيرات وتوصيات... قبل فوات الأوان
دعا المتخصصون إلى وضع خطة طوارئ عاجلة تتضمن:
تدخل فني ميداني سريع من إدارات الإرشاد الزراعي.
حملات توعية متخصصة للمزارعين.
تبني تقنيات زراعية حديثة في الري والرصد والتسميد.
رغم النزيف... مصر في الصدارة الإفريقية
وعلى الرغم من الأزمة، لا تزال مصر تتربع على عرش صادرات التين في إفريقيا، محققة 2.3 مليون دولار، متقدمة بفارق كبير على دول مثل جنوب أفريقيا والجزائر وتونس، مما يعكس أهمية حماية هذا القطاع ليس فقط محليًا بل على مستوى السوق العالمية.
لا وقت للتأجيل
أزمة التين ليست مجرد انتكاسة موسمية، بل تهديد حقيقي لأمن الريف الاقتصادي والاجتماعي. إنقاذ الشجرة اليوم يعني إنقاذ آلاف الأسر، والحفاظ على اسم مصر في قوائم التصدير الدولية. فالخطر لم يعد قادمًا... بل قد حلّ بالفعل.