أمطار في الغرب وجفاف في الشرق.. انقسام مناخي يحدد مصير المحاصيل العالمية

تشهد الدول الزراعية الكبرى هذا الموسم تباينا واضحا في الظروف المناخية، حيث تسهم الأمطار في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وأوروبا الغربية في دعم المحاصيل، بينما تواصل الجفاف والحرارة إضعاف الإنتاج في أوكرانيا وروسيا والصين.
في الولايات المتحدة، أدت الأمطار الأخيرة في الغرب الأوسط والسهول إلى تحسين حالة الذرة والقمح الربيعي وفول الصويا، مما يعزز توقعات الحصاد ويضغط على الأسعار. ورغم قرب اكتمال حصاد القمح الشتوي، فإن الأمطار قد تؤثر على جودة القمح الربيعي في بعض المناطق.
في كندا، خصوصا في مقاطعة ألبرتا، ساهمت التغيرات المناخية في تحسين توقعات الكانولا والقمح وفول الصويا، مع توقع استمرار الأمطار وتراجع درجات الحرارة خلال الأسبوعين المقبلين.
أما أستراليا، فتستفيد من هطول أمطار وفيرة ساعدت في إنعاش التربة والغطاء النباتي لمحاصيل القمح والشعير والكانولا الشتوية، مع توقع أعاصير إضافية تجلب مزيدا من الأمطار في أغسطس.
وفي أوروبا، تحسنت حالة المحاصيل المتأخرة بفضل الأمطار المنتظمة، لكنها في المقابل أعاقت حصاد القمح والشعير وبذور اللفت، وأثرت سلبا على الجودة.
أما شرق وجنوب أوكرانيا، وجنوب غرب روسيا، فتعاني من موجات جفاف حادة أدت إلى تضرر محاصيل مثل عباد الشمس، رغم مقاومتها النسبية للجفاف. ويُتوقع هطول أمطار متفرقة في روسيا قد تقلل من الحرارة، لكنها لن تكون كافية لتعويض الخسائر.
وفي الصين، أدى الطقس الحار والجاف في مناطق مثل سهل شمال الصين إلى إضعاف إمكانات الإنتاج، فيما لا تزال الظروف في شمال شرق البلاد ملائمة لمحاصيل الذرة وفول الصويا، مع توقعات بأمطار متفرقة الأسبوع المقبل.
يُظهر هذا التباين الحاد بين المناطق الرطبة والجافة أن الأسواق الزراعية ستظل خاضعة لموجات متقلبة من التفاؤل والقلق، تبعا لموقع الحقول على خريطة المناخ العالمية.