الطب البيطري.. حجر زاوية في التنمية المستدامة

قالت د. إيمان محروس، باحث أول بقسم البكتريولوجي، معهد بحوث الصحة الحيوانية، مركز البحوث الزراعية، إنه في ظل ما يشهده العالم من أزمات غذائية وبيئية وصحية متصاعدة، برزت "التنمية المستدامة" كخيار استراتيجي لا غنى عنه لضمان بقاء الإنسان والموارد الطبيعية على حد سواء. وتُعرف التنمية المستدامة بأنها النموذج التنموي الذي يلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها.
أربعة أركان للاستدامة.. وقاعدة ثلاثية مترابطة
الاستدامة تقوم على أربعة أبعاد أساسية:
البشرية: بالاستثمار في التعليم والصحة والقدرات البشرية.
الاجتماعية: بضمان التماسك المجتمعي والعدالة والمساواة.
الاقتصادية: بدعم النمو المستقر والتوزيع العادل للثروات.
البيئية: بحماية الهواء والماء والتربة والتنوع البيولوجي.
ولتحقيق تنمية مستدامة حقيقية، يجب تحقيق توازن دقيق بين ثلاثة أبعاد رئيسية: بيئي، اقتصادي، واجتماعي.
أهداف التنمية المستدامة 2030: خطة إنقاذ كوكب الأرض
أقرت الأمم المتحدة 17 هدفًا عالميًا تشمل القضاء على الفقر والجوع، تحقيق الصحة الجيدة، التعليم الجيد، المساواة بين الجنسين، وصول الطاقة النظيفة، وحماية البيئة، وغيرها من الأهداف التي تسعى لتغيير شكل الحياة على الأرض نحو الأفضل.
الطب البيطري.. حجر زاوية في التنمية المستدامة
قد لا يدرك الكثيرون أن الطب البيطري يُعد خط الدفاع الأول في معادلة التنمية المستدامة، من خلال:
الوقاية من الأمراض المشتركة التي قد تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، مما يعزز الصحة العامة.
تحقيق الأمن الغذائي من خلال تحسين صحة الحيوانات وزيادة إنتاجيتها.
حماية التنوع البيولوجي بالحفاظ على الأنواع الحيوانية المهددة.
دعم الزراعة المستدامة بممارسات تقلل الأثر البيئي وتحافظ على الموارد.
الزراعة والبيطرة.. تكامل يصنع مستقبلًا أخضر
التكامل بين الزراعة والطب البيطري يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال:
إدارة صحة الحيوانات الزراعية عبر الرعاية البيطرية والتغذية السليمة.
استغلال المخلفات في إنتاج الغاز الحيوي والسماد العضوي، بدلًا من تلويث البيئة.
تحسين جودة الأعلاف باستخدام مخلفات زراعية مغذية.
تنويع الإنتاج لتحقيق توازن اقتصادي وبيئي في المزارع.
استخدام التكنولوجيا مثل أنظمة الاستشعار والذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة الإنتاج.
الطاقة من النفايات.. ثروة مهدرة تتحول إلى طاقة نظيفة
تشكل المخلفات الزراعية والحيوانية مصدرًا هائلًا للطاقة البديلة، عبر:
الغاز الحيوي الذي يُنتج من التحلل اللاهوائي للمخلفات ويُستخدم في الطهي وتوليد الكهرباء.
الوقود الحيوي بأنواعه (الديزل الحيوي، الإيثانول، الزيت الحيوي).
التسميد العضوي الذي يُغني التربة ويحسن جودة المحاصيل.
الإدارة المستدامة للنفايات التي تعزز الاقتصاد الأخضر وتوفر فرص عمل.
الاستزراع السمكي.. غذاء مستدام من المياه
يلعب الاستزراع السمكي دورًا محوريًا في توفير البروتين الحيواني، مع الحفاظ على البيئة البحرية، حيث تعتمد أنظمته الحديثة على:
الزراعة المائية والأكوابونيك لدمج الزراعة مع تربية الأسماك.
إعادة تدوير المياه في أنظمة مغلقة تقلل من استهلاك المياه.
الأعلاف المستدامة وتقليل الاعتماد على المصادر البحرية الطبيعية.
معهد بحوث الصحة الحيوانية.. ركيزة علمية نحو المستقبل
يقود معهد بحوث الصحة الحيوانية التابع لمركز البحوث الزراعية جهودًا رائدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال:
تشخيص الأمراض الحيوانية والبشرية المشتركة ضمن إطار "الصحة الواحدة".
إنتاج مشخصات ولقاحات عالية الجودة تدعم الأمن الصحي في مصر والدول العربية والأفريقية.
إجراء بحوث تطبيقية لتحسين صحة الحيوان وزيادة الإنتاج.
فحص سلامة الغذاء من أصل حيواني وضمان جودته.
تدريب الكوادر وتقديم الدعم الفني للمعامل البيطرية والجهات الرقابية.
إدارة المخلفات الحيوانية والبيطرية بطرق آمنة تضمن حماية البيئة.