عناكب الأرز المفترسة تكشف حقيقة زراعية صادمة

كشف المهندس متولي سويلم، الاستشاري الزراعي، حقيقة وجود خيوط العناكب المنتشرة في حقول الأرز، مؤكدًا أنها ليست دليلًا على آفة مدمرة كما يتوهم كثير من المزارعين، بل تمثل خط الدفاع الأول والطبيعي ضد العديد من الآفات الحشرية التي تهدد المحصول.
سويلم أوضح أن العناكب التي تُرى على نباتات الأرز ليست من النوع الأحمر المعروف بأضراره، ولا تنتمي لفصيلة "الأكاروس" التي تتغذى على عصارة النباتات، بل هي أنواع مفترسة غير ضارة، لا تترك بقعًا أو تتسبب في اصفرار النبات، ولا تنقل أي أمراض. بل على العكس تمامًا، تقوم هذه العناكب بالتهام حشرات خطيرة مثل نطاطات الأرز، الذبابات، والديدان التي تسبب أضرارًا جسيمة في المحصول.
ورغم هذا الدور الإيجابي، يلجأ بعض المزارعين بمجرد رؤية خيوط العناكب في الحقول إلى استخدام المبيدات الحشرية ظنًا منهم أنها آفة يجب القضاء عليها، وهو ما وصفه سويلم بالخطأ الجسيم. هذا التصرف يؤدي إلى قتل العدو الطبيعي للآفات، مما يخلّ بالتوازن البيئي في الحقل، ويزيد من فرص تطور مقاومة الآفات للمبيدات، ما يضاعف من التحديات الزراعية بدلًا من حلها.
وجود العناكب المفترسة في الحقول، وفقًا للخبير، يُعد مؤشرًا صحيًا على استقرار النظام البيئي الزراعي، كما يعكس فعالية المكافحة الحيوية الطبيعية دون تدخل كيميائي. ولذلك شدد على أهمية أن يغيّر المزارعون من طريقة تعاملهم مع هذه الظاهرة، وأن يبتعدوا عن الرش العشوائي، ويركزوا على المراقبة الدقيقة للحقول، وتقييم الموقف بدقة قبل اللجوء لأي إجراء كيميائي.
رسالة سويلم للمزارعين كانت واضحة: لا تتسرع في محاربة من يحميك. ففي كثير من الأحيان، يكون الحارس الطبيعي للمحصول أقوى من أي مبيد.