الأرض
السبت 13 ديسمبر 2025 مـ 12:04 صـ 21 جمادى آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

خطة استراتيجية لضبط الأسعار وحماية المزارعين والمستهلكين

السوق الزراعي
السوق الزراعي

يشهد قطاع الزراعة المصري خلال الفترة الأخيرة اضطرابات واسعة تهدد استقرار السوق الزراعي نتيجة التذبذب الحاد في أسعار المحاصيل، حيث ترتفع تارة بشكل مفاجئ ثم تهبط إلى ما دون تكلفة الإنتاج، مما وضع المزارعين أمام معادلة صعبة دفعت الكثير منهم إلى البحث عن المحاصيل الأكثر ربحًا بعيدًا عن أي تخطيط علمي، لتتحول العملية الزراعية في كثير من المناطق إلى حالة من العشوائية، في وقت تواصل فيه أسعار مستلزمات الإنتاج والقيمة الإيجارية للأرض الزراعية الارتفاع بشكل غير مسبوق.

استقرار السوق الزراعي يحتاج رؤية واضحة

تحت ضغط هذا المشهد المرتبك، برزت أزمة تدني أسعار البطاطس التي وصفها أحمد الشربيني، عضو الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي ورئيس الجمعية العامة لمنتجي البطاطس، بأنها “غير طبيعية” مقارنة بالسنوات الماضية.

وأكد أن هبوط الأسعار بهذا الشكل يتسبب في خسائر كبيرة للمزارعين، خاصة أن تكلفة إنتاج الفدان ارتفعت بصورة لا تتناسب مع العائد الحالي.

ومن جانب آخر، أوضح المهندس محمود الطوخي، عضو مجلس إدارة الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي ورئيس الجمعية العامة لمنتجي الخضر والفاكهة، أن المزارعين الذين قاموا بتخزين البطاطس لم يتمكنوا من بيعها بالسعر المتوقع، بل تعرضوا لخسارة نتيجة الانخفاض المفاجئ في الأسعار، وهو السيناريو ذاته الذي يواجهه مزارعو الطماطم ومحاصيل أخرى تشهد حالة من التراجع.

وأشار الطوخي إلى أن تكلفة زراعة الفراولة وحدها ارتفعت إلى ما يقارب 500 ألف جنيه للفدان، بينما انخفض سعر الكرتونة من 1200 إلى 1000 جنيه فقط، مما أدى إلى تراجع معنويات المزارعين وتخوفهم من الاستمرار في زراعة المحصول، خوفًا من الخسارة وإتلاف المحصول لاحقًا. كما طالت موجة الانخفاض محاصيل الفاصوليا والبازلاء والأرز والقطن.

وطالب الطوخي بضرورة وضع خطة استراتيجية واضحة لتنظيم الأسعار ومنع التقلبات الحادة التي شهدها السوق، مشيرًا إلى الأزمة التي حدثت سابقًا في محصول البطاطس والتي استدعت تدخل الدولة لفتح ثلاجات “البطاطس الكُسر” وضخها في السوق لحماية المستهلك والمزارع في آن واحد.

أما نجيب المحمدي، عضو الجمعية العامة لمنتجي الخضر والفاكهة، فأكد أن غياب الرقابة على تداول الخضروات فاقم أزمات السوق.

ولفت إلى أن المزارع بات يزرع ما يشاء دون أي توجيه أو تخطيط، وهو ما يحتم على الحكومة تبني منظومة واضحة تحدد الاحتياجات الحقيقية للأسواق وتوجه المزارعين لضمان إنتاج متوازن يحميهم من الخسائر ويحافظ على حق المستهلك في الحصول على غذاء بأسعار عادلة.

وفي ظل هذه التحديات المتزايدة، تبدو الحاجة ملحة لإعادة بناء رؤية شاملة تضمن استقرار السوق، وتحقيق توازن حقيقي بين تكلفة الإنتاج النهائية وسعر البيع، بما يحفظ للمزارع حقه ويؤمّن للمواطن غذاءً مستقرًّا بعيدًا عن التقلبات التي باتت تُرهق الجميع.