الأرض
الأحد 23 نوفمبر 2025 مـ 06:22 مـ 2 جمادى آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

حصاد الزيتون في مطروح وسيوة يفتح آفاق التصدير الدولية

حصاد الزيتون في مطروح وسيوة يشهد هذه الأيام ذروته، حيث تتزين ربوع الشريط الساحلي في مطروح ومزارع واحة سيوة ببشائر الثمرة المباركة، إيذانًا بانطلاق موسم يعد الأهم لأهالي الصحراء الغربية. فهنا تنمو أكثر من 125 صنفًا من الزيتون، تُزرع في أودية مطروح وواحات سيوة، لتنتج أجود ثمار الزيت وزيتون المائدة في مصر.

حصاد الزيتون في مطروح وسيوة بوابة للخير

مع بداية الخريف، تنتج محافظة مطروح آلاف الأطنان من ثمار الزيتون، بفضل تنوع أصنافها المستخدمة في استخراج زيت الزيتون أو تخليل الثمار لتكون طبقًا رئيسيًا على المائدة.

ويمثل موسم الحصاد لأهالي مطروح وسيوة مناسبة سنوية للرزق والبركة، إذ يعتمد سكان القرى والصحراء على هذا الموسم كمصدر دخل أساسي.

وتُزرع أشجار الزيتون على مياه الأمطار على امتداد الساحل من الإسكندرية شرقًا حتى السلوم غربًا، بينما تعتمد واحة سيوة على مخزونها الوفير من المياه الجوفية، ما يسمح بزراعة مساحات واسعة وإنتاج أصناف عالية الجودة.

زيتون ذو قيمة غذائية وعلاجية

يحظى الزيتون وزيته بقيمة غذائية وطبية كبيرة، خاصة الزيتون المخلل الذي يتصدر المائدة المصرية. وقد اكتسب زيت الزيتون المستخرج في مطروح وسيوة شهرة واسعة بفضل نقائه وجودته العالية، لتصل منتجاته إلى الأسواق الدولية بعد تزايد الطلب العالمي عليها، بالتزامن مع التوسع في زراعة أصناف جديدة داخل الواحة.

كما تنتشر معاصر الزيتون في مطروح وسيوة، إلى جانب وحدة التصنيع الزراعي التابعة لمركز التنمية المستدامة ببحوث الصحراء، والتي تستقبل كميات كبيرة من المحصول لعصره واستخراج الزيت لصالح المزارعين مقابل تكلفة تشغيلية بسيطة.

رحلة إنتاج الزيت… من الغصن إلى الزجاجة

تمر عملية إنتاج زيت الزيتون بعدة مراحل دقيقة تبدأ بغسل الثمار، ثم فصل الأوراق والشوائب، وبعدها فرم الثمار حتى تصبح عجينة متجانسة، يليها التقليب الذي تتحكم مدته في كمية الزيت المستخرجة. وتُختتم العملية بمرحلة الطرد المركزي، وهي المرحلة الأهم التي تفصل الزيت عن العصير.

ولا يكتفي مركز التنمية المستدامة بالإشراف التقني، بل ينظم دورات تدريبية للمتخصصين على تشغيل وصيانة المعاصر الحديثة، بهدف رفع جودة المنتج النهائي ليكون مناسبًا للتصدير وتعبئته وفق المعايير العالمية.

أصناف مطروح وسيوة… كنوز طبيعية

تشتهر مطروح بزراعة صنف الزيتون الشملالي، أحد أفضل الأنواع في إنتاج الزيت، إذ يعطي الطن الواحد من ثماره نحو 200 كيلوجرام من الزيت. وتأتي بعده أصناف البيكوال والكاروتينا والكاروناكي بإنتاج يتراوح بين 110 و150 كيلوجرامًا للطن.

أما في سيوة، فتنتشر عشرات الأصناف المخصصة للتخليل، أبرزها الزيتون العزيزى الأخضر والأسود المعروف محليًا باسم "الزيتون الحامض"، إضافة إلى الزيتون التفاحي وأنواع كلاماطا الشهيرة بطعمها المميز ولونها الجذاب، وهي أصناف تشهد توسعًا كبيرًا بفضل جودة الإنتاج.

وتضم سيوة مصانع متخصصة لتخليل وتعبئة الزيتون في عبوات متنوعة تُطرح في الأسواق المحلية ويُصدَّر جزء كبير منها إلى دول عربية وأجنبية.

زيت الزيتون… غذاء وصحة وجمال

يُعد زيت الزيتون من أغنى الأغذية الصحية لاحتوائه على عناصر طبيعية تخلو من الدهون الضارة والكولسترول، مما يدفع الأطباء للتوصية به لمرضى القلب والكبد وغيرهم.

كما يستخدم كدهان علاجي، ويدخل في صناعة العديد من مستحضرات التجميل والعناية بالشعر والبشرة، إلى جانب استخداماته الغذائية المتعددة.