الأردن يدرس استيراد زيت الزيتون لأول مرة بسبب الجفاف وتراجع الإنتاج
تواجه صناعة الزيتون في الأردن أزمة غير مسبوقة هذا الموسم، إذ تراجع إنتاج زيت الزيتون إلى أدنى مستوياته منذ سنوات، ما دفع الحكومة إلى دراسة استيراد كميات محدودة من تونس ولبنان وإسبانيا لتأمين احتياجات السوق المحلية وكبح الارتفاع الكبير في الأسعار.
تراجع حاد في الإنتاج بسبب الجفاف
يرجع الانخفاض الكبير في المحصول إلى الجفاف وضعف إثمار الأشجار، وفقا لتقارير المجلس الدولي للزيتون. ففي حين كان الأردن ينتج في المتوسط نحو 25,500 طن سنويا خلال المواسم الخمسة الماضية – وهو ما يكفي لتغطية الطلب المحلي البالغ 22,000 طن – تشير تقديرات غير رسمية إلى أن الإنتاج الحالي تراجع بنحو 50%، مع خسائر أكبر في بعض المناطق الجافة.
قال المزارع هادي قريشات إن الموسم الحالي هو الأسوأ منذ عقود: "في العام الماضي، أنتجت خمسة أكياس من الزيتون حوالي 55 كيلوجراما من الزيت، أما هذا العام فالإنتاج لا يتجاوز 22 كيلوجراما فقط". وأضاف أن قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة دمرا الإنتاج في المناطق غير المروية، في حين أظهرت مزارع الزيتون المروية قدرة أفضل على الصمود، إذ تتوقع زيادة إنتاجها إلى الضعف مقارنة بالعام الماضي.
أسعار قياسية في الأسواق المحلية
تغطي أشجار الزيتون نحو 20% من الأراضي الزراعية الأردنية و75% من مساحة زراعة الفاكهة، ما يجعلها الركيزة الأساسية للقطاع الزراعي. ومع تراجع الإنتاج، قفزت أسعار زيت الزيتون البكر الممتاز إلى نحو 9.80 يورو للتر الواحد، وهو مستوى غير مسبوق في السوق الأردنية يعادل أسعار العلامات الأوروبية الراقية.
إجراءات حكومية عاجلة لضبط السوق
اتخذت وزارة الزراعة الأردنية عدة إجراءات لتخفيف الأزمة، منها السماح لكل عائلة فلسطينية تعبر الحدود بإدخال ما يصل إلى 70 لترا من زيت الزيتون سنويا، دعما لصغار المنتجين الفلسطينيين، إلى جانب وقف صادرات الزيتون الأخضر هذا الموسم وتشجيع المزارعين على عصر الزيتون محليا.
من جانبها، حذرت جمعية أصحاب معاصر الزيتون من استمرار ارتفاع الأسعار في الأسابيع المقبلة، واتهمت بعض الوسطاء بالمضاربة في السوق، في حين دعت الحكومة المستهلكين إلى شراء الزيت فقط من المنتجين المعتمدين لتجنب المنتجات المغشوشة، وعدم التهافت على الشراء في بداية الموسم لتفادي تضخيم الطلب.
تأثر إقليمي في إنتاج الزيت
تأتي أزمة الأردن في وقت تعاني فيه دول متوسطية أخرى من ظروف مناخية مشابهة. فقد خفضت أكبر تعاونية زراعية في إسبانيا توقعاتها لإنتاج زيت الزيتون لعام 2025/2026 إلى 1.3 مليون طن، بسبب قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في سبتمبر وأكتوبر، ما يعكس تحديا مناخيا عالميا يضرب إنتاج الزيتون في المنطقة.


.jpg)























