زيت الزيتون.. بين نقاء الفلترة وسحر العكارة الموسمية

يُعد زيت الزيتون من أفضل الزيوت وأكثرها تنوعًا على وجه الأرض. وقد أطلق عليه هوميروس الشاعر الاغريقي لقب "الذهب السائل"، وقد أُنتج منذ الاف السنين، وهو جزء أساسي من النظام الغذائي المتوسطي المشهور.

يُصنع زيت الزيتون عن طريق استخراج الزيت من الزيتون. سواء بالضغط والمكابس أو بالطرد المركزي حديثا وبعد ذلك، يُمكن الفلترة لزيت الزيتون وتعبئته في زجاجات، أو تعبئته بدون فلترة.
ما فائدة الفلترة؟
الغرض من الفلترة هو تنقية الزيت وإزالة أي ماء أو رواسب متبقية ويحتوي زيت الزيتون الطازج على قطرات دقيقة من الماء وقطع صغيرة من الرواسب من الثمار
ويستخدم فلترًا من ورق السليلوز لإزالة هذه القطرات الدقيقة من الماء وقطع الزيتون الصغيرة، مما يُبقي الزيت نقيًا تمامًا.
وتساعد الفلترة على إزالة الرواسب والرطوبة الطبيعية، مما يقلل من خطر التلف أو التلوث أثناء النقل أو التخزين.
يلجأ المنتجون الذين يبحثون عن بديل للفلترة الميكانيكي عادةً إلى وضع زيت الزيتون في الخزانات للترقيد فترات طويله من الرواسب وقد تؤثر الرواسب علي مواصفات الزيت مع الوقت ، لكن هذه العملية تترك مجالًا للخطأ وتغيير رتبة الزيت
يعتمد وضع الزيت للترقيد على الجاذبية. مع مرور الوقت، تترسب الرواسب في قاع الخزان، مما يُسهّل فصل الزيت النقي.
لكن من الصعب أن عملية التصفية بالترقيد تُعطي نتائج أفضل من الفلترة، لأن الفلترة تزيل جميع الرواسب والرطوبة المتبقية، مما يُسرّع من تحلل زيوت الزيتون البكر الممتاز". ويُزيل الفلتر العناصر غير المرغوب فيها بشكل أفضل، لذا ليس من المُبالغة القول إن الزيت المُفلتر سيكون عادةً أعلى جودة، حيث يوضح أفضل الروائح والنكهات، ويضمن مدة صلاحية أطول".
يتمتع زيت الزيتون المُفلتر بفترة صلاحية أطول بكثير من زيت الزيتون غير المُفلتر، مما يجعله الخيار الأمثل.
وقد يكون زيت الزيتون غير المُفلتر خيارًا رائعًا، ولكن يجب استخدامه في الوقت المناسب تمامًا". ويُعد زيت الزيتون المُفلتر الخيار الأمثل للاستخدام اليومي، والذي يُمكن استخدامه في كل شيء، من الرذاذ إلى الطهي.وسيؤدي الماء والجزيئات إلى أكسدة زيت الزيتون غير المُفلتر وتحلله بسرعة أكبر. عندما أرى زيت زيتون غير مُفلتر على رفوف المتاجر، وقد مضى عليه أشهر، أشعر بالحزن الشديد، لأنني أعلم أنه سيتزنخ مع الوقت".
و الماء وجزيئات الرواسب في زيت الزيتون غير المُفلتر تتخمر وتتحول إلى زنخ أسرع بكثير من زيت الزيتون المُفلتر.
وسواءً اشتريتَ زيت الزيتون بعد أشهر من الحصاد، أو من أحد رفوف السوبر ماركت، فإن زيت الزيتون المُفلتر هو الخيار الأفضل دائمًا. لكن لكلٍّ منهما مكانته في عالم زيت الزيتون. يكمن السر في معرفة متى وكيف تستمتع به".
متى ولماذا يُعدّ زيت الزيتون غير المفلتر الأفضل؟
ينبغي على مُحبي زيت الزيتون التعامل مع الزيوت غير المفلترة بنفس الاحترام
حيث يجب الاحتفال بزيت الزيتون غير المفلترمع بداية انتاجه واستهلاكه مُباشرةً عند الحصاد. إنه من أفضل أوقات السنة لعشاق زيت الزيتون، وهو يُضفي على زيت الزيتون رائحةً تُثير في النفس أكثر من زيت الزيتون المفلتر. زيت الزيتون غير المفلتر أشبه برواية قصيرة، رومانسية خالصة، ووقتٌ للعطلات وعمره قصير.
سيبدو أكثر عكارةً، ومذاقه أغنى وأكثر دسمًا من زيت الزيتون المفلتر.
يقول الخبراء: إنه نعمةٌ حقيقية، وعندما نحصل عليه، نستخدمه في كل شيء. إنه عكر، شهي، منعش، وغني. سيشعرك بطعمٍ أكثر امتلاءً وكثافةً في الفم. ولكن يجب استهلاكه بسرعةٍ فائقة.
خلاصة القول: زيتك اليومي المُفلتر، وزيت موسم الحصاد غير المُفلتر كلهما لهم مميزات لكن لكل منهم وقته واستمتع به كما يحلو لك.

---------------------------------------------

خبير وقاضي دولي في زيت الزيتون
عضو الجمعية العلمية للصناعات الغذائية – جامعة الاسكندرية