رئيس شعبة القصابين يكشف أسباب تراجع مبيعات اللحوم

قال هيثم عبد الباسط، رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن حركة بيع اللحوم في الأسواق شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة تخوف المواطنين من انتشار الأمراض بين المواشي، وخاصة الحمى القلاعية، إضافةً إلى الضغوط الاقتصادية للأسر المصرية مع بدء الموسم الدراسي وما يصاحبه من التزامات مالية، مما أدى إلى ركود نسبي رغم استقرار أسعار اللحوم.

وحذر عبد الباسط من تفاقم ظاهرة الذبح خارج المجازر في بعض المحافظات والقرى، مؤكدًا أن هذه الممارسة تثير مخاوف المواطنين من انتشار الحمى القلاعية، لأنها تتم دون إشراف بيطري أو فحص صحي للحيوانات قبل الذبح.

الحمى القلاعية.. مرض خطير يصيب المواشي
وأوضح رئيس الشعبة أن الحمى القلاعية مرض فيروسي يصيب الحيوانات ذات الحوافر مثل الأبقار والجاموس والأغنام، وينتقل عبر اللعاب والإفرازات التنفسية أو ملامسة الأدوات الملوثة. ويظهر المرض على فترات متقطعة في بعض المحافظات المصرية، مسبّبًا ارتفاع درجة حرارة الحيوان وظهور تقرحات في الفم واللسان والقدمين، ما يؤدي إلى ضعف الشهية وتراجع إنتاج الألبان، وقد تصل الأضرار إلى النفوق في حالات عدم التحصين المبكر.

وشدد عبد الباسط على أن تناول لحوم أو منتجات ألبان من مواش مصابة قد يؤدي إلى مشكلات صحية لدى الإنسان، أبرزها اضطرابات معوية، ارتفاع درجة الحرارة، والتهابات في الغدد.

الذبح العشوائي خطر على الصحة العامة
أكد عبد الباسط أن اللحوم الناتجة عن الذبح العشوائي غالبًا ما تكون غير آمنة للاستهلاك، إذ تأتي من مواش غير سليمة أو مصابة بأمراض. واستغل بعض الجزارين المخالفين ضعف الرقابة في المناطق الريفية لبيع هذه اللحوم بأسعار منخفضة لجذب المواطنين، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة.

وأضاف أن المجازر الرسمية تخضع لإشراف بيطري دقيق يضمن سلامة اللحوم قبل تداولها، وأن الرقابة المشددة في محافظات مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية تقلل أي احتمالات لانتشار الأمراض، بينما تتركز أغلب المخالفات في القرى والنجوع البعيدة.

تحصين مستمر للماشية لمواجهة المرض
ونوه عبد الباسط إلى أن وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية تقوم بتحصين الماشية بشكل دوري في جميع المحافظات، من خلال قوافل بيطرية انطلقت منذ أكثر من شهرين ضمن خطة مستمرة على مدار العام.

وأكد أن الخطر الحقيقي لا يكمن في وجود المرض بحد ذاته، بل في التعامل العشوائي مع المواشي، سواء عبر نقلها بين المحافظات أو ذبحها خارج المجازر، ما يفتح الباب أمام انتشار العدوى بشكل واسع. وشدد على أن الالتزام بالذبح داخل المجازر هو الضمان الحقيقي لسلامة اللحوم وحماية الصحة العامة.