الأرض
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 مـ 10:01 مـ 20 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الصراع والجفاف يرفعان أسعار الأعلاف فى السودان ويهددان مزارع الدواجن والماشية

الصراع والجفاف يرفعان أسعار الأعلاف
الصراع والجفاف يرفعان أسعار الأعلاف

تواجه الزراعة والثروة الحيوانية في السودان واحدة من أسوأ أزماتها منذ عقود، إذ أدى الصراع المسلح المستمر والجفاف القاسي إلى تدمير المراعي ورفع أسعار الأعلاف إلى مستويات غير مسبوقة، مما يهدد آلاف المزارع في مختلف الولايات.

المراعي الملوثة وارتفاع التكاليف

أدى القتال العنيف في مناطق دارفور وكردفان والنيل الأزرق إلى تلوث المراعي بالقذائف والمواد الكيميائية، مما جعلها غير صالحة للرعي. ويقول المزارعون إن الحيوانات أصبحت تواجه نقصا حادا في الغذاء والماء، فيما نفق المئات منها بسبب العطش وسوء التغذية.


جفاف غير مسبوق يفاقم الأزمة

زاد الجفاف الشديد هذا العام من حدة الكارثة، إذ جفت الآبار وتدهورت مصادر مياه الشرب، ما اضطر الرعاة إلى استئجار صهاريج المياه لنقلها من المدن إلى مناطق الرعي. وقال عمر الماحي، راع من جنوب دارفور: "أصحاب المزارع عاجزون عن إنقاذ ماشيتهم. لا ماء ولا علف ولا حلول في الأفق".


تراجع الإمدادات واستنزاف المدخرات

من جانبه، أوضح إدريس عابدين من النيل الأزرق أن إمدادات الأعلاف انقطعت بشكل شبه تام، بينما ارتفعت الأسعار بشكل كبير، مؤكدا أن معظم المربين استنفدوا مدخراتهم مع توقف الصادرات وتراجع النشاط التجاري في الولايات المنتجة.


تهديد للأمن الغذائي والاقتصاد الريفي

يحذر الخبراء من أن استمرار هذا الوضع قد يلحق أضرارا جسيمة بقطاع الثروة الحيوانية، الذي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد السوداني. ويخشى المزارعون من انهيار واسع في إنتاج اللحوم والألبان والبيض، ما سيزيد من معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي.


كارثة إنسانية تلوح في الأفق

وفقا لتقارير الأمم المتحدة، يعيش السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني أكثر من 24.6 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، ويواجه نحو 638 ألف شخص خطر المجاعة الكارثية.

ومع تدهور أوضاع المزارعين والرعاة، يبدو أن الأزمة الزراعية قد تتحول إلى كارثة غذائية وطنية إذا استمرت الحرب والجفاف دون حلول عاجلة.