الأرض
الإثنين 3 نوفمبر 2025 مـ 08:49 مـ 12 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مدير الإرشاد البيطري بسوهاج: توعية المواطنين حجر الأساس لحماية الإنسان والحيوان

أكدت الدكتورة دنيا طاهر، مدير إدارة الإرشاد بمديرية الطب البيطري بمحافظة سوهاج، أن المحافظة تضم أكثر من 13 طبيبًا بيطريًا مختصًا بالإرشاد، موزعين على مختلف مراكزها، مشيرة إلى أن دورهم لا يقتصر على توعية المربين فحسب، بل يمتد ليشمل جميع فئات المجتمع في المدن والقرى، بهدف نشر الوعي البيطري وحماية صحة الإنسان والحيوان معًا.

وأضافت طاهر أن إدارة الإرشاد البيطري تعمل ضمن منظومة متكاملة من التعاون المشترك مع عدد من الوزارات والجهات التنفيذية، من بينها وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، والمعاهد الأزهرية، والكنائس، والمعاهد العليا، والمصالح الحكومية، والمجالس القروية والمحلية.

وأوضحت أن الهدف من هذا التعاون هو نشر الثقافة البيطرية السليمة بين المواطنين، وتوعيتهم بكيفية الوقاية من أكثر من 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، والتي يمكن أن تنتقل عبر الحيوانات الحية أو المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والألبان.

وشددت على أن التوعية البيطرية تعد ركيزة أساسية لحماية الصحة العامة، إذ تسهم في حماية الإنسان من الأمراض الحيوانية المنشأ، وتدعم الحفاظ على الثروة الحيوانية باعتبارها أحد أعمدة الأمن الغذائي في مصر.

أساليب الإرشاد البيطري.. من الندوات الميدانية إلى الإعلام الرقمي

ونوهت الدكتورة دنيا طاهر إلى أن إدارة الإرشاد البيطري تعتمد على مجموعة من الأساليب الحديثة والمتنوعة في نشر التوعية، لضمان وصول المعلومة الصحيحة إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين.

وتشمل أبرز هذه الأساليب:

الندوات المباشرة التي تُعقد في القرى والمراكز، لرفع الوعي بين المربين والمواطنين وجهًا لوجه.

حملات التوعية الرقمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها “فيسبوك”، لنشر معلومات دقيقة وموثقة بطريقة مبسطة.

التعاون مع وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحافة والإذاعة والتلفزيون، لتوسيع نطاق الرسائل التوعوية ووصولها إلى فئات المجتمع كافة.

وأكدت طاهر أن تفاعل المواطنين والمربين مع الحملات التوعوية مشجع للغاية، إذ تظهر درجة الاهتمام من خلال كثرة الأسئلة والمناقشات خلال الندوات، بالإضافة إلى زيادة الإقبال على تحصين الحيوانات في الحملات القومية، بعد أن أصبح المربون أكثر وعيًا بأهمية التطعيمات الوقائية.

تحذيرات من فيروس SAT ONE وأهمية الوقاية

وحذرت مدير إدارة الإرشاد البيطري من خطورة فيروس SAT ONE، وهو أحد العترات الجديدة من الحمى القلاعية التي لا تمتلك الحيوانات مناعة طبيعية ضدها، موضحة أن هذه السلالة شديدة العدوى وقد تصيب الحيوانات حتى وإن كانت محصنة ضد سلالات أخرى من الفيروس.

ولفتت إلى أن أعراض الإصابة تشمل ارتفاع درجة الحرارة، وظهور بثور وتقرحات على الفم واللسان وبين الأظلاف، مع سيلان اللعاب بغزارة على شكل خيوط تصل إلى الأرض، وتوقف الحيوان عن الأكل وانخفاض إنتاج اللبن، إضافة إلى أن المرض يكون أكثر شدة في الحيوانات الصغيرة والعشار، وقد يؤدي إلى الوفاة أو الإجهاض.

وتابعت طاهر أن الاكتشاف المبكر للمرض والإبلاغ الفوري عن الحالات المشتبه بها يسهم في منع انتشار العدوى، داعية المربين إلى الالتزام ببرامج التحصين الدورية التي تنفذها المديرية لحماية الثروة الحيوانية بالمحافظة.

التكنولوجيا والإعلام.. أداة فعالة لتعزيز الوعي البيطري

وأشادت الدكتورة دنيا طاهر بالدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في دعم جهود الإرشاد البيطري، موضحة أن المنصات الرقمية أصبحت وسيلة رئيسية للوصول إلى فئات المجتمع كافة ونشر المعلومات الصحيحة بسرعة ودقة.

وأضافت أن الأطباء البيطريين باتوا يستخدمون أساليب مبتكرة في التوعية مثل الفيديوهات القصيرة، والرسوم الكرتونية، والمقالات الإرشادية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن هذه الأدوات ساعدت في تبسيط المعلومة وتعزيز التواصل مع المواطنين بشكل مباشر وفعّال.

ونوهت إلى أن الإعلام يمثل شريكًا استراتيجيًا للإرشاد البيطري، فهو يسهم في توسيع دائرة الوعي المجتمعي ويساعد في بناء ثقافة وقائية لدى المواطنين، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على صحة الإنسان والحيوان على حد سواء.

الإرشاد البيطري.. درع وقائي للأمن الصحي والغذائي

واختتمت مدير إدارة الإرشاد البيطري بسوهاج حديثها بالتأكيد على أن الإرشاد البيطري ليس مجرد نشاط توعوي، بل هو خط الدفاع الأول عن الصحة العامة، لافتة إلى أن حماية الإنسان تبدأ من الحفاظ على صحة الحيوان وسلامة الغذاء.

وأكدت أن الإدارة مستمرة في جهودها لنشر الوعي في كل مراكز وقرى المحافظة، من خلال حملات توعوية متواصلة تهدف إلى بناء مجتمع واعٍ يدرك أهمية الطب البيطري ودوره في حماية الإنسان والحيوان.