الأرض
الخميس 9 أكتوبر 2025 مـ 10:37 مـ 16 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

تحذيرات بيطرية من انتشار الحمى القلاعية بسوهاج

أوضحت الدكتورة رنا صدقي، بقسم الإرشاد في مديرية الطب البيطري بسوهاج، أن الحمى القلاعية تُعد من أكثر الأمراض الفيروسية خطورة على الثروة الحيوانية، نظرًا لطبيعتها شديدة العدوى وسرعة انتشارها في القطعان، مما يجعل السيطرة عليها أمرًا معقدًا ويتطلب جهودًا متعددة المحاور.

فيروس متعدد الأنماط يهدد المناعة

وأكدت "صدقي" أن الفيروس المسبب للحمى القلاعية يُعرف باسم "أفثو"، وينتمي لعائلة بيكورنافيريداي، مشيرة إلى وجود سبعة أنماط مصلية من الفيروس وهي:

A، O، C، SAT1، SAT2، SAT3، وAsia1.

ورغم ذلك، لفتت إلى أن النمط المصلي C لم يتم عزله في مختبرات الشبكة المرجعية (WOAH/FAO) منذ عام 2004، كما لم تُسجل له أي إصابات رسمية منذ ذلك التاريخ، ما يشير إلى احتمالية اختفائه أو ندرته عالميًا.

اللقاح ليس موحدًا.. لكل نمط تطعيم خاص

أشارت الدكتورة رنا إلى أن كل نمط مصلي من الفيروس يحتاج إلى لقاح محدد يوفر مناعة فعالة، وهو ما يعقّد عملية الوقاية، خاصة في الدول التي تنتشر بها أكثر من سلالة.

كما أوضحت أن الفيروس يتمتع بتنوع جيني كبير، مما يقلل من فعالية التطعيمات التقليدية، ويستدعي تحديث اللقاحات بشكل دوري لمواكبة التحورات الفيروسية.

كيف تحدث العدوى داخل الحيوان؟

تبدأ العدوى عندما يتمكن جزيء الفيروس من دخول خلية الحيوان، ليجبرها على إنتاج آلاف النسخ منه، ثم تنفجر الخلية وتطلق هذه النسخ إلى الدم، مسببة تدميرًا واسعًا لأنسجة الحيوان. وتكمن خطورة الفيروس في سرعة التكاثر والانتشار السريع داخل جسم العائل، ما يُصعّب من مقاومته دون تدخل مبكر.

الوقاية تبدأ بالإنذار المبكر والمراقبة

وشددت صدقي على أهمية وجود أنظمة كشف وإنذار مبكر، بالإضافة إلى مراقبة بيطرية فعالة داخل الأسواق والمزارع. وأشارت إلى أن منظمة WOAH (المنظمة العالمية لصحة الحيوان) كانت أول جهة دولية تعتمد الحمى القلاعية كمرض ضمن قائمتها الرسمية للأمراض، التي يمكن للدول أن تحصل من خلالها على اعتراف بخلوها الكامل أو الجزئي من المرض.

الحمى القلاعية.. خطر اقتصادي قبل أن يكون بيطريًا

أكدت صدقي أن الحمى القلاعية تُعد من أخطر الأمراض الوبائية في مجال الإنتاج الحيواني، ليس فقط من الناحية الصحية، ولكن بسبب الخسائر الاقتصادية الجسيمة الناتجة عن الإصابة بها، والتي تؤثر مباشرة على معدلات الإنتاج من اللحوم والألبان.

ويشمل برنامج المكافحة الناجح مجموعة من الإجراءات الصارمة، أبرزها:

التطعيم الدوري للماشية

المراقبة المستمرة للحالة الصحية للقطعان

فرض قيود على حركة الحيوانات

تطبيق الحجر البيطري

ذبح الحيوانات المصابة أو الحاملة للفيروس

كما قد تمتد الإجراءات لتشمل تدمير المزارع المتأثرة كليًا، ضمن سياسات احتواء الوباء قبل انتشاره على نطاق أوسع.

الحمى القلاعية: التحدي المستمر أمام الأطباء البيطريين

تختتم الدكتورة رنا صدقي حديثها بالتأكيد على ضرورة رفع الوعي البيطري والمجتمعي بخطورة المرض، وتفعيل دور الإرشاد البيطري بشكل أكبر، خاصة في المناطق الريفية التي تشكل بيئة خصبة لانتقال العدوى.

ومع استمرار تطور الأنماط الفيروسية، يبقى الرهان الحقيقي في قدرة الدولة على تحقيق التوازن بين الوقاية السريعة والاستجابة العلمية المتطورة، لضمان حماية الثروة الحيوانية، والحفاظ على الأمن الغذائي للمواطنين.