كيف ساهمت الحقول الإرشادية في تحسين إنتاج القطن؟

أكد الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، انطلاق فعاليات موسم جني القطن في مركز الفرافرة، وذلك في أجواء مميزة شهدت تفاعلاً واسعاً من المزارعين والخبراء الزراعيين.

وأوضح المرسي أن بداية الجني هذا العام شملت الحقل الإرشادي المزروع بصنف القطن المصري “جيزة 98”، إلى جانب مجموعة من أقطان التجارب التابعة لمعهد بحوث القطن، والتي تتضمن تقييم خمسة تراكيب وراثية من الأقطان طويلة القِصبة، وذلك على أرض المزارع عادل مصطفى بمنطقة زراع 10 التابعة للكفاح في مركز الفرافرة.

“جيزة 98” يظهر كفاءة إنتاجية وتحمّلاً للمناخ

وقد أبدى المزارعون والحضور خلال فعاليات الجني إعجابهم الشديد بمستوى الإنتاجية والجودة التي قدمها صنف جيزة 98، مؤكدين قدرته الفائقة على تحمّل درجات الحرارة المرتفعة التي سادت خلال موسم النمو.

وأشار المشاركون إلى أن الصنف أظهر توازناً واضحاً بين النمو الخضري والثمري، ما ساهم في تسريع النضج وزيادة العائد، وهو ما يُعد ميزة كبيرة في ظل التحديات المناخية الحالية.

توصيات علمية وراء نجاح التجربة

وأكد الدكتور مجد المرسي أن هذا النجاح اللافت في موسم القطن يرجع إلى التزام المزارعين بالتوصيات العلمية والفنية الصادرة عن معهد بحوث القطن ومديرية الزراعة بالوادي الجديد، حيث تم تطبيق الإرشادات المتعلقة بمواعيد الزراعة، وكميات التقاوي، وأنظمة الري، والتسميد، ومكافحة الآفات بشكل دقيق ومنتظم.

وشدد المرسي على أن مثل هذه النجاحات الميدانية تُعزز من خطط وزارة الزراعة للتوسع في زراعة أصناف محسّنة من القطن المصري، بما يدعم الأمن الزراعي والاقتصاد الوطني.

أصناف تجريبية تمهد لزراعة مستقبلية واعدة

الجدير بالذكر أن التجارب التي شملتها الفعالية تضمنت تقييم خمسة تراكيب وراثية جديدة من طبقة الأقطان طويلة القِصبة، مما يفتح المجال أمام إدخال أصناف متطورة خلال المواسم المقبلة، تتسم بخصائص إنتاجية ومناخية أكثر توافقًا مع البيئة المصرية.

هذه الخطوة تُعد جزءًا من استراتيجية تطوير زراعة القطن من خلال البحث العلمي والتطبيق الحقلي، لضمان استدامة المحصول وتحسين جودة الألياف، بما يتماشى مع متطلبات السوقين المحلي والعالمي.

القطن المصري يستعيد مكانته عبر الحقول الإرشادية

أشادت وزارة الزراعة بالدور الفعّال للحقول الإرشادية في إعادة إحياء القطن المصري وتطوير زراعته وفق أسس علمية حديثة. ويُشكل نجاح موسم الجني في الفرافرة نموذجًا يُحتذى به في محافظات الجمهورية كافة، خاصة مع الاعتماد على أصناف محسّنة أثبتت جدارتها ميدانيًا.

وقد دعت الوزارة إلى مواصلة الالتزام بالإرشادات الزراعية، واستغلال نتائج التجارب الميدانية في توسيع الرقعة الزراعية للقطن خلال المواسم المقبلة.

خلاصة الحدث

يمثل انطلاق موسم جني القطن في الفرافرة، واعتماد أصناف محسّنة مثل جيزة 98، خطوة مهمة نحو تعزيز إنتاجية القطن في مصر. ويُظهر نجاح هذه التجربة أن الالتزام بالتوصيات العلمية هو المفتاح الحقيقي لمواجهة تحديات المناخ وتحقيق الجودة والإنتاج في آنٍ واحد.