الأرض
الخميس 25 سبتمبر 2025 مـ 08:41 مـ 2 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

«خبيرة بيطرية » تكشف أخطر طرق إصابة الإنسان بالسعار

الدكتورة علا يوسف
الدكتورة علا يوسف

أكدت الدكتورة علا يوسف، بقسم الإرشاد بمديرية الطب البيطري بسوهاج، أن مرض السعار (Rabies) يُعد أحد أخطر الأمراض الفيروسية المشتركة بين الإنسان والحيوان، لما له من قدرة قاتلة وسرعة في الانتشار، مشيرة إلى أنه لا يزال يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة الآلاف حول العالم، خاصة في الدول النامية والفقيرة.

السعار.. خطر قديم لا يزال حاضرًا

كشفت الدكتورة علا أن السعار من أقدم الأمراض التي عرفها الإنسان، حيث تعود أولى الإشارات إليه إلى عام 3200 قبل الميلاد، وذلك من خلال نقوش وجدت على جدران المعابد المصرية القديمة، مما يؤكد عمق التاريخ الذي يربط المصريين بهذا المرض.

وأضافت أن رغم مرور آلاف السنين، ما زال هذا الفيروس يحصد أرواح الآلاف سنويًا، دون تراجع ملحوظ، في ظل ضعف الإمكانيات في بعض البلدان، ونقص الوعي بمخاطره وطرق الوقاية منه.

الحيوانات مصدر العدوى الرئيسي

وأوضحت يوسف أن فيروس السعار يتواجد بشكل رئيسي في الحيوانات البرية، والتي تُعتبر المصدر الأساسي لنقل العدوى، ومن أبرزها: الذئاب، والثعالب، والقطط والكلاب البرية، والوشق، إضافة إلى الخفافيش مصاصة الدماء.

كما تشمل قائمة الحيوانات الناقلة الفصائل الأليفة مثل الكلاب المنزلية والضالة، والقطط، وحتى المواشي، مما يجعل المرض قادرًا على إصابة جميع الكائنات ذات الدم الحار، وينتقل منها إلى الإنسان.

طرق انتقال السعار للإنسان

أشارت الدكتورة علا إلى أن الإصابة بالسعار تحدث عبر عدة طرق رئيسية، أبرزها:

العقر أو العضّ من حيوان مصاب، حيث يكون الفيروس موجودًا بتركيز عالٍ في اللعاب.

الخربشة من الحيوان نفسه، وإن لم تكن عميقة.

التعرض لبراز الخفافيش مصاصة الدماء.

نقل الأعضاء من شخص مصاب إلى شخص سليم، وهي حالة نادرة ولكنها موثقة طبيًا.

خطورة المرض

أكدت يوسف أن السعار يُصنف كأحد أكثر الأمراض فتكًا، حيث تصل نسبة الوفيات إلى قرابة 100% بعد ظهور الأعراض، نظرًا لغياب علاج فعال بمجرد دخول المرض في مرحلته الإكلينيكية.

كما اعتبرته منظمة الصحة العالمية أحد أخطر الأمراض المشتركة (Zoonotic diseases)، التي تمثل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة، بسبب قدرته على الانتقال من الحيوان إلى الإنسان بسهولة.

الأعراض على الكلاب المصابة

أولًا: النموذج العصبى (الهياجي)

يمر الكلب المصاب بهذا النوع بثلاث مراحل متتالية:

1. طور الكآبة:
يلاحظ على الكلب العزلة وفقدان الشهية، مع حساسية مفرطة تجاه الأصوات والحركة، وارتفاع بدرجة الحرارة، ويبدأ في ابتلاع أشياء غريبة مثل الحجارة.

2. طور الهياج:
يظهر الكلب في حالة جنونية، يتحرك بعصبية شديدة، يهاجم الأجسام المتحركة دون تمييز، يعوي بصوت مبحوح، ويتحول صوته إلى ما يشبه الحشرجة، كما يمتنع تمامًا عن الاقتراب من الماء.

3. طور الشلل:
يتدلى الفك السفلي، يتساقط اللعاب بغزارة، يفقد القدرة على الوقوف، ويصاب بشلل عضلي كامل يشمل عضلات التنفس، مما يؤدي في النهاية إلى نفوقه.

ثانيًا: النموذج الساكن

في هذا النوع، يسير الكلب بطريقة غير معتادة تشبه حركة الدب، مع تدلي الرأس، ويعاني من شلل في الفك السفلي يمنعه من العض، مع إفرازات لعابية كثيفة، وصعوبة واضحة في البلع. ويؤدي امتداد الشلل إلى عضلات التنفس، وعلى رأسها الحجاب الحاجز، إلى نفوق الحيوان خلال وقت قصير.

تحذير وضرورة التوعية
اختتمت الدكتورة علا يوسف تصريحاتها بالتأكيد على أهمية رفع الوعي المجتمعي بخطورة هذا المرض، وضرورة التعامل الفوري مع أي حالة عقر أو احتكاك مباشر مع الحيوانات، خاصة الضالة، واللجوء إلى المراكز الطبية المختصة دون تأخير.

كما شددت على أهمية التطعيمات الوقائية للحيوانات الأليفة، وتكثيف حملات التوعية في المدارس والمناطق الريفية.