الأرض
السبت 13 سبتمبر 2025 مـ 12:26 صـ 19 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أسباب تصدر الرمان المصري لأسواق أوروبا والخليج

  تصدر الرمان المصري لأسواق أوروبا والخليج
تصدر الرمان المصري لأسواق أوروبا والخليج

تحقق صادرات الرمان المصري طفرة قوية في الأسواق العالمية، مدفوعة بجودة فريدة وإجراءات رقابية صارمة تضعه في مقدمة الفواكه التصديرية الأكثر طلبًا.

كشف الدكتور محمد المنسي، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، عن أن صادرات الرمان المصري خلال الموسم الماضي بلغت قرابة 120 ألف طن، تم تصديرها إلى أكثر من 68 سوقًا عالميًا، ما يعكس تنامي ثقة المستوردين في المنتج الزراعي المصري وقدرته على المنافسة بجودة عالية.

رقابة صارمة.. ونظام تتبع دقيق

وأوضح المنسي أن الحجر الزراعي المصري يطبق نظامًا محكمًا لتكويد ومتابعة المزارع والبيانات التصديرية، من خلال برامج الفحص الحقلي والتتبع الذكي، بالتعاون مع الهيئة القومية لسلامة الغذاء. وأضاف أن الإجراءات داخل الموانئ والمعامل المركزية شهدت تبسيطًا كبيرًا من خلال ميكنة الخدمات وتقليص زمن الفحص والإفراج، ما يسهم في تسريع عمليات التصدير.

وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت فتح أسواق جديدة في دول شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، مما يساهم في تنويع الأسواق وتقليل الاعتماد على وجهات محددة، وهو توجه استراتيجي لزيادة الحصة السوقية للمنتج المصري عالميًا.

تدريب المزارعين والرقابة على المبيدات

ولفت المنسي إلى أن هناك برامج توعية مستمرة للمزارعين، تهدف إلى تعزيز الالتزام بالممارسات الزراعية الجيدة واستخدام المبيدات ضمن الحدود المسموح بها دوليًا، لضمان سلامة المنتج وتحقيق أقصى درجات القبول في الأسواق الخارجية.

وأكد أن الموسم الجديد يبشر بارتفاع حجم الصادرات، نتيجة لتحسن جودة المحصول وزيادة الطلب العالمي، إلى جانب توسع شبكة الأسواق المستوردة للرمان المصري.

الرمان المنفلوطي.. نجم التصدير من قلب أسيوط

من جهته، أكد الدكتور طارق خلف البلك، أستاذ بحوث الزيتون واستشاري محصول الرمان بمركز البحوث الزراعية، أن الرمان المصري يلقى إقبالاً متزايدًا من دول الاتحاد الأوروبي وروسيا ودول الخليج، بفضل جودته العالية وتنوع أصنافه.

وأشار البلك إلى أن صنف "المنفلوطي" يُعد الأفضل والأكثر طلبًا للتصدير، ويزرع على نطاق واسع بمحافظة أسيوط التي تتميز بمناخ وتربة مثاليين لزراعة الرمان. وتصل إنتاجية الفدان من هذا الصنف إلى نحو 22 طنًا، وهو ما يعزز مكانته عالميًا كأحد أفضل أصناف الرمان.

كما لفت إلى وجود أصناف أخرى مميزة مثل:

"وندرفل": صنف أمريكي يزرع في المناطق الصحراوية الغربية، إنتاجيته متقاربة مع المنفلوطي.

"أتش 116": صنف عالي الجودة والإنتاجية تصل إلى 15 طنًا للفدان.

"الأسيوطي": صنف مبكر الإنتاج ويُفضل في بعض الأسواق رغم ارتفاع حموضته وقلة سكرياته.

من التصدير إلى التصنيع.. استثمار في القيمة المضافة

أوضح البلك أن هناك توسعًا كبيرًا في زراعة الرمان في عدة محافظات منها أسيوط، بني سويف، المنيا، البحيرة، وسوهاج. وتصل المساحة المزروعة إلى نحو 120 ألف فدان على مستوى الجمهورية.

وأكد أن القيادة السياسية تدعم بقوة تنمية محصول الرمان، وهو ما تُرجم إلى مشروع عملاق في أسيوط لإنشاء أكبر مصنع لتصنيع منتجات الرمان، من دبس وحبيبات، بهدف تعظيم القيمة المضافة وتقليل الفاقد، ومن المقرر افتتاحه في مايو 2026.

كما أشار إلى أهمية إنشاء محطات فرز وتعبئة وثلاجات حفظ بالقرب من مناطق الإنتاج، لتقليل تكاليف النقل والحفاظ على جودة المحصول حتى لحظة التصدير.

استنباط صنف جديد.. بساتين 101

كشف البلك عن صنف جديد تم استنباطه بمعهد بحوث البساتين يحمل اسم "بساتين 101"، ويتميز بالإنتاجية العالية (20 طنًا للفدان)، الجودة الممتازة، وارتفاع نسبة السكريات. وأكد أن المعهد بالتعاون مع وزارة الزراعة يُنظم دورات تدريبية وإرشادية للمزارعين لتعريفهم بطرق الزراعة السليمة، واستخدام المبيدات الآمنة، ما يُسهم في إنتاج محصول خالٍ من المتبقيات وقابل للتصدير إلى أكبر الأسواق.

"الذهب الأحمر".. كنز زراعي واستثماري لمصر

وأكد الخبراء أن الرمان المصري، وبخاصة إنتاج محافظة أسيوط، يُعد من أفضل الأنواع في العالم من حيث الجودة، حتى أُطلق عليه لقب "الذهب الأحمر"، لما يحمله من قيمة اقتصادية وصحية كبيرة. وأوضحوا أن تطوير هذه المنظومة الزراعية والتصديرية يُمكن أن يجعل مصر لاعبًا أساسيًا في سوق الرمان العالمي، ليس فقط كمصدر للفاكهة الطازجة، بل كمُصنّع ومُصدّر للمنتجات المشتقة عالية القيمة.