الأرض
الأربعاء 27 أغسطس 2025 مـ 08:30 مـ 3 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

خطة للتوسع في زراعة القطن بالمناطق الصحراوية والمستصلحة.. تفاصيل

زراعة القطن بالمناطق الصحراوية والمستصلحة
زراعة القطن بالمناطق الصحراوية والمستصلحة

قال الدكتور وليد يحيى، وكيل معهد بحوث القطن لشؤون الإنتاج، إن القطن المصري يُزرع في 14 محافظة داخل مصر، في مناطق الوادي والدلتا، حيث إن أغلب المساحات المزروعة تقع في أراضٍ طينية ثقيلة، ويُستخدم فيها نظام الري السطحي. وتتأرجح المساحات المزروعة خلال السنوات العشر الأخيرة بين 132 ألف فدان و350 ألف فدان، بمتوسط يبلغ نحو 250 ألف فدان، وبمتوسط محصول يصل إلى حوالي 1.5 مليون قنطار.

وأشار إلى أنه نظرًا للتنافس بين محصول القطن والمحاصيل الصيفية الأخرى في الدورة الزراعية، مثل الأرز والذرة، إلى جانب عدم توافر العمالة، ولأن محصول القطن من المحاصيل كثيفة العمالة الزراعية، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الجني، فإن ذلك لا يتيح فرصة للتوسع في زراعة القطن في مناطق الوادي والدلتا بأكثر من المساحات الحالية. لذا، أصبح من أهداف معهد بحوث القطن التوجه نحو تجربة زراعة القطن في المناطق الصحراوية والمستصلحة حديثًا.

وأوضح "وليد"، خلال تصريح لموقع "الأرض"، أن زراعة الأصناف التجارية مع الهجن الجديدة المبشرة تهدف إلى تحديد أفضل الأماكن التي يجود فيها وينمو فيها محصول القطن، مع تحقيق إنتاجية اقتصادية وصفات جودة جيدة، بما يتيح إمكانية التوسع في الزراعة بهذه المناطق، إلى جانب تحديد أفضل الأصناف لكل منطقة، وذلك من خلال قسم بحوث التقييم الإقليمي بمعهد بحوث القطن.

وأشار وكيل المعهد إلى أن تجربة زراعة القطن في الصحراء ليست الأولى من نوعها، حيث قام المعهد خلال السنوات الماضية بتجربة زراعة القطن في المناطق الصحراوية والمستصلحة حديثًا، باستخدام نظم ري حديثة والزراعة بالميكنة، إلى جانب تجارب الجني الكامل بالميكنة، وذلك بهدف زيادة المساحة المزروعة بالقطن، وزراعة مساحات مجمعة يمكن فيها تطوير الزراعة واستخدام برامج إدارة محصول كاملة بالميكنة الزراعية. ومن أبرز هذه التجارب:

  • زراعة القطن في منطقة جلبانة بشمال سيناء، في القنطرة شرق، منذ عام 2011، حيث تم زراعة الصنف "سوبر جيزة 94" و"سوبر جيزة 86"، بالإضافة إلى هجن مبشرة، وقد أظهر القطن في تلك المنطقة نجاحًا كبيرًا، وتفوق الصنف "سوبر جيزة 94" بمحصول جيد وصفات جودة تيلة ممتازة، وتُجرى التجارب سنويًا هناك، وتم التوسع في زراعة القطن بها، حيث بلغت المساحة هذا الموسم (2025) نحو 840 فدانًا.

  • زراعة الأصناف التجارية مع الهجن المبشرة بمنطقة الضبعة في موسم 2019، على مساحة 35 فدانًا في مشروع "مستقبل مصر"، بالتعاون مع شركة "إرادة" وشركة "أولام"، وكان متوسط الإنتاجية 7.5 قنطار للفدان.

  • زراعة القطن المصري في منطقة غرب غرب المنيا في موسم 2017، بالصنف "جيزة 95"، بعد إجراء عمليات نزع الزغب للبذرة والزراعة بالميكنة، إلا أن الزراعة لم تنجح بسبب العواصف الشديدة التي أدت إلى اقتلاع البادرات.

  • تجربة زراعة القطن في منطقة سهل الطينة منذ موسم 2020 وحتى الآن، في أراضٍ رملية وطميية، وتم التوسع سنويًا حتى وصلت المساحة إلى أكثر من 1000 فدان.

  • تجارب زراعة القطن في مناطق الوادي الجديد، بالفرافرة، منذ عام 2020، حيث وصلت المساحة إلى 150 فدانًا، ويجود فيها الصنف "جيزة 98".

  • تجربة زراعة الأصناف "جيزة 95" و"جيزة 98" بمزرعة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية في توشكى، وكان متوسط الإنتاجية 5 قنطار للفدان.

  • زراعة الأصناف "جيزة 95" و"جيزة 98" بمزرعة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية بمنطقة شرق العوينات في موسم 2022، باستخدام الميكنة الكاملة من الخدمة والزراعة وحتى الجني، وبمتوسط إنتاجية بلغ 6.5 قنطار للفدان.

  • تُجرى حاليًا تجارب لزراعة القطن في مناطق دمياط الجديدة، ووادي النطرون، والنهضة، والعامرية بالإسكندرية، بالإضافة إلى تجربة زراعة القطن المصري بمناطق المغرة بالريف المصري، بالأصناف "جيزة 86" و"جيزة 94"، وبمتوسط إنتاجية 4 قنطار للفدان، تحت ظروف ملوحة مياه ري وتربة تصل إلى 8000 جزء في المليون.

أما بالنسبة للتجربة الحالية بإدخال القطن المصري وزراعته لأول مرة بصحراء جنوب سيناء، فإنها تمثل إحدى تجارب معهد بحوث القطن للتوسع في زراعة القطن في المناطق المستصلحة والأراضي الجديدة. وقد تم تنفيذ تجربة زراعة القطن في جنوب سيناء، بمنطقة طور سيناء، وتحديدًا في وادي الطور، على مساحة فدان واحد عند اثنين من المزارعين، هما السيد المحيص ومحمود منصور، باستخدام الري بالتنقيط من مياه الآبار، حيث تم زراعة ثلاثة أصناف هي: "سوبر جيزة"، و"سوبر جيزة 94"، و"سوبر جيزة 97"، بالإضافة إلى ثلاثة تراكيب وراثية مبشرة جديدة، وتمت الزراعة في 7/4/2025.

وقد كانت نسبة الإنبات ممتازة، إلى جانب النمو النباتي طوال الموسم، مع استخدام برامج المكافحة المقررة من وزارة الزراعة، وتنفيذ كافة التوصيات الفنية التي يقرها معهد بحوث القطن.

ومن خلال متابعة نمو النباتات والإنبات طوال الموسم، تبين أن أفضل الأصناف المزروعة هو الصنف "جيزة 97"، يليه الصنف "جيزة 94"، ويبلغ عمر النبات الآن 127 يومًا، وهو تاريخ الجني، ويُعد مبكرًا جدًا.

تم الري باستخدام نظام الري بالتنقيط من مياه الآبار، مما أتاح التحكم في المقنن المائي والتوفير في كميات المياه المستخدمة.

وبالنسبة للمحصول، فلا يمكن الحديث عنه الآن إلا بعد انتهاء عمليات الجني للتجربة ووزن المحصول، وذلك لتحديد إنتاجية التجربة بالقنطار للفدان. وتحتاج التجربة إلى موسم آخر للزراعة، وذلك للتأكد من النتائج المتحصل عليها وتأكيدها قبل اتخاذ قرار بالتوسع في الزراعة من عدمه.

وبعد تقدير المحصول والتأكد من جدواه الاقتصادية، وتأكيد هذه النتائج في الموسم التالي، يمكن اتخاذ قرار بتحديد الصنف المناسب للمنطقة والتوسع في الزراعة، ومن ثم تحديد كميات البذور المطلوبة للتوسع، وتوفيرها من خلال معهد بحوث القطن والإدارة المركزية لإنتاج التقاوي.