كندا تواجه أزمة برتقال تهدد سوق العصائر وأسعار الإفطار

تعيش كندا على وقع أزمة غير مسبوقة في سوق البرتقال وعصيره، بعد أن تراجعت الواردات إلى أدنى مستوى لها منذ عشرين عاما، في وقت تتواصل فيه موجات ارتفاع الأسعار نتيجة أمراض الموالح والطقس القاسي والرسوم الجمركية الجديدة. الأزمة انعكست بشكل مباشر على المستهلكين، حيث ارتفع سعر عصير البرتقال، أحد العناصر الأساسية على مائدة الإفطار الكندية، بشكل ملحوظ.
تقارير أوربية كشف أن واردات البرتقال الكندية انخفضت بنسبة 64% في قيمتها خلال يونيو، ما دفع المستوردين وشركات الأغذية إلى البحث عن حلول بديلة، سواء عبر تنويع مصادر التوريد أو إعادة صياغة المنتجات. لكن مايكل جرايدون، الرئيس التنفيذي لهيئة الأغذية والصحة والمنتجات الاستهلاكية في كندا، أوضح أن البدائل غير التقليدية تظل محدودة وغير قادرة على سد الفجوة، لأن السوق العالمية يهيمن عليها كبار المنتجين مثل البرازيل وإسبانيا والولايات المتحدة، وجميعها تواجه تحديات مناخية وأمراضا تقلص المعروض.
جرايدون شدد على أن الحل الأسرع يتمثل في التوجه نحو خلطات عصائر تضم البرتقال مع أنواع أخرى من الموالح أو الفواكه مثل التفاح والعنب، وهو اتجاه يلقى بالفعل رواجا لدى المستهلكين. كما تسعى بعض العلامات التجارية إلى طرح منتجات منخفضة السكر أو مشروبات معززة بالعناصر الغذائية، للحفاظ على جاذبية العصائر في ظل ارتفاع أسعار البرتقال الخام.
الأزمة تفاقمت مع إدراج عصير البرتقال ضمن قائمة الرسوم الجمركية الانتقامية الكندية منذ أغسطس، ما رفع التعريفات إلى 35% وأدخل المستوردين في دائرة جديدة من التكاليف. جرايدون دعا الحكومة إلى استثناء مدخلات غذائية أساسية مثل مركزات العصائر من هذه الرسوم، أو على الأقل اعتماد جداول زمنية واضحة لتطبيقها، مؤكدا أن غياب اليقين يزيد العبء على المستوردين والمستهلكين معا.
من جانب آخر، لعبت الكوارث المناخية دورا رئيسيا في تقليص الإمدادات العالمية. ففي فلوريدا، أحد أكبر الموردين لكندا، تراجع الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية بسبب الأعاصير ومرض اخضرار الحمضيات، الذي لا يزال العدو الأكبر لصناعة البرتقال.
في ظل هذه الظروف، يسعى تجار التجزئة الكنديون إلى التكيف عبر زيادة الاعتماد على العلامات التجارية الخاصة، التي تمنحهم مرونة أكبر في التوريد والتسعير. كما يروجون لخيارات بديلة مثل العصائر المخلوطة والمشروبات الغازية بالفواكه، لتلبية الطلب المتزايد وسط نقص المعروض.
الأزمة الحالية تعكس هشاشة سلاسل التوريد الغذائية أمام التغيرات المناخية والقرارات التجارية، وتطرح تساؤلات حول مستقبل عصير البرتقال على موائد الكنديين، وما إذا كانت الابتكارات في الخلطات والمنتجات الجديدة قادرة على إنقاذ مكانته كمشروب الإفطار الأول.