كينيا تعتمد صنفين جديدين من البطاطس لتعزيز الإنتاج ومكافحة الآفات

أعلنت كينيا إدراج صنفي بطاطس جديدين هما "مالايكا" و"جلين" في قائمتها الوطنية، بعد اجتيازهما التجارب الرسمية التي أثبتت مقاومتهما لدودة كيس البطاطس الخيطية، إحدى أخطر الآفات التي تهدد هذا المحصول. وجاء هذا التطور ثمرة تعاون بين معهد جيمس هاتون في اسكتلندا، جامعة سانت أندروز، المركز الدولي للزراعة الاستوائية، المركز الدولي للبطاطس، مركز فسيولوجيا الحشرات والبيئة في نيروبي، وهيئة تفتيش صحة النبات الكينية، إلى جانب شركات متخصصة في البذور والإنتاج الزراعي.
الصنف "مالايكا"، الذي استمد اسمه من ابنة أحد المزارعين المشاركين في التجارب الأولى، إلى جانب الصنف "جلين" الذي يعكس أصوله الاسكتلندية، جرى تطويرهما ضمن مشروع مشترك بين شركتي Greenvale وHutton Scientific Services. ويجمع الصنفان بين تفضيلات المزارعين الكينيين من حيث سرعة الطهي وفترة الخمول القصيرة، مع قدرتهما على مقاومة الآفات التي تقلل الإنتاجية وتضر بالجذور.
البروفيسور جون جونز من معهد جيمس هاتون وصف اعتماد الصنفين بأنه تتويج لسنوات من التعاون البحثي بين علماء ومؤسسات من المملكة المتحدة وأفريقيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل إنجازا مهما لتلبية احتياجات المزارعين المحليين. فيما أكد داني كوين، كبير العلماء في المعهد الدولي للزراعة الاستوائية، أن تسليم هذين الصنفين يعد تقدما كبيرا في مكافحة دودة البطاطس النيسرية التي تهدد الإنتاج في كينيا والمنطقة.
تعد البطاطس ثاني أهم محصول غذائي في كينيا بعد الذرة، حيث يعتمد عليها أكثر من 2.5 مليون شخص في سلسلة القيمة، وتقدّر قيمتها السنوية بحوالي 500 مليون دولار. ومن المتوقع أن يساهم طرح "مالايكا" و"جلين" في تحسين إنتاجية المحصول وتوفير بدائل أكثر استدامة للمزارعين المحليين، مع إمكانية استفادة الدول المجاورة التي تواجه المشكلة ذاتها.
ورغم ذلك، يظل التحدي الأبرز أن نحو 90% من المزارعين يعتمدون على بذور محفوظة محليا بدلا من البذور المعتمدة، ما دفع المشروع إلى وضع خطط لتوزيع الأصناف الجديدة عبر شركاء محليين مثل "كيسيما سيدز" للقطاع التجاري ومراكز المزارعين التابعة لمؤسسة سينجينتا، بهدف بناء الثقة وتوسيع نطاق الاستفادة.
إطلاق "مالايكا" و"جلين" يمثل خطوة عملية نحو تعزيز الأمن الغذائي في كينيا وفتح المجال أمام ابتكارات جديدة تدعم المزارعين وتقلل من المخاطر التي تهدد المحاصيل الأساسية.