فواكه وخضروات صيفية تحارب الإرهاق والجفاف

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يتغير إيقاع الحياة من حولنا، وتتغير معه احتياجات أجسامنا، سواء من حيث التغذية أو الطاقة أو الترطيب. وهنا، تؤكد
أكدت الدكتورة هبة عاطف بيومي، الباحثة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، أن التغذية الذكية في الصيف لم تعد رفاهية، بل أصبحت ضرورة صحية لمواجهة الإجهاد الحراري والتغيرات المناخية الحادة.
من الماضي للحاضر: دروس الطقس وتحديات الغذاء
عبر السنوات، اعتاد الإنسان أن يُبدّل من نظامه الغذائي وفقًا لتقلبات الطقس. لكن ما نواجهه اليوم من تغيرات مناخية حادة يفرض ضرورة أكبر على تحسين نمط التغذية، خاصة في أشهر الصيف، حيث ترتفع معدلات فقدان السوائل من الجسم، وتزداد الحاجة لتعويض الفيتامينات والمعادن التي تستهلكها درجات الحرارة المرتفعة.
الفواكه المائية.. ترطيب طبيعي ومناعة قوية
تقول د. هبة: "الفواكه الصيفية ليست فقط لذيذة، بل هي خط الدفاع الأول ضد الجفاف والإرهاق". وتشير إلى أن أبرز هذه الفواكه:
البطيخ: يتكون من أكثر من 90% ماء، كما يحتوي على الليكوبين وفيتامين C، مما يجعله مفيدًا للبشرة والمناعة.
البرتقال: غني بفيتامين C، يساعد على تقوية المناعة، ويدعم ترطيب الجسم.
الشمام: يحتوي على البوتاسيوم والمغنيسيوم، مما يساهم في توازن السوائل بالجسم.
الأناناس: يحتوي على إنزيم البروميلين المضاد للالتهابات، ويدعم الهضم، كما يخفف من آثار التعرّض للشمس.
الخضروات الطازجة.. صحة، نضارة، وانتعاش
الخضروات الورقية مثل الخس والجرجير، وأخرى مثل الخيار والفلفل الحلو والطماطم، تلعب دورًا مهمًا في فصل الصيف. فهي غنية بالألياف والماء، وتساعد على خفض حرارة الجسم، وتغذية الجلد، وتعويض الفيتامينات المفقودة.
الخيار: غني بالماء والسيليكا، ويعزز من نضارة البشرة.
الطماطم: تحتوي على الليكوبين الذي يحمي البشرة من الأشعة فوق البنفسجية.
الفلفل الحلو: غني بمضادات الأكسدة وفيتامين C.
البروتينات الخفيفة.. طاقة بلا إرهاق
وتلفت الباحثة إلى أن الجسم في الصيف لا يتحمّل الوجبات الثقيلة، لكن لا يمكن الاستغناء عن البروتين. وهنا تظهر أهمية:
الأسماك المشوية: مثل السلمون والتونة، الغنية بأوميغا-3.
الدجاج المشوي: مصدر خفيف للبروتين يساعد على الشبع دون ثقل.
البقوليات: مثل العدس والفاصوليا، والتي تقدم بروتينًا نباتيًا مستدامًا.
مشروبات طبيعية.. تبريد داخلي وراحة فورية
ضمن أهم النصائح التي قدمتها د. هبة، تأتي المشروبات الطبيعية كركيزة أساسية للترطيب. ومن أبرزها:
عصير الليمون بالنعناع: ينعش الجسم ويقلل من التوتر الحراري.
ماء جوز الهند: مصدر ممتاز للكهارل الطبيعية.
شاي الأعشاب البارد: مثل الكركديه والميرمية، حيث يساعد في خفض الحرارة وتحسين المزاج.
المكسرات والبذور.. طاقة صغيرة بمفعول كبير
توضح د. هبة أن تناول المكسرات مثل اللوز والجوز، أو بذور الشيا، يعد خيارًا ذكيًا للوجبات الخفيفة. فهي غنية بالدهون الصحية والألياف وتمنح طاقة ممتدة دون التسبب في إرهاق.
منتجات الألبان.. توازن داخلي وانتعاش خارجي
توصي الباحثة بمنتجات الألبان، خاصة:
الزبادي اليوناني: مصدر للبروتين والكالسيوم.
اللبن الزبادي قليل الدسم: غني بالبروبيوتيك، ويهدئ المعدة.
الحبوب الكاملة.. طاقة تدوم حتى غروب الشمس
ومن بين الخيارات الذكية التي تمنح الجسم طاقة دون ارتفاع حرارة:
الشوفان: يساعد على الشبع ويُحضر بسهولة كوجبة باردة.
الكينوا: غنية بالبروتين والألياف ويمكن دمجها بالسلطات.
مستقبل التغذية في الصيف: وعي أكبر.. صحة أقوى
في المستقبل، تؤكد د. هبة أن وعي المواطنين باختياراتهم الغذائية سيشكل فارقًا كبيرًا في حماية صحتهم من آثار التغير المناخي، وارتفاع درجات الحرارة. وتدعو إلى ضرورة تبني ثقافة غذائية موسمية، ترتكز على الفواكه والخضروات الطازجة، وتقليل الأطعمة الثقيلة، مع الحرص على الترطيب الدائم.
نصائح ختامية لحياة صحية في الصيف:
اشرب ما لا يقل عن 2.5 لتر من الماء يوميًا.
اجعل طبقك صيفيًا: خفيف، ملون، غني بالماء.
تجنّب المشروبات الغازية والمأكولات الدسمة.
خصص وجبة يومية تحتوي على الزبادي أو الفواكه.
في الختام
اختيار الأطعمة الصحيحة في الصيف ليس فقط وسيلة لتخفيف الحر، بل هو أداة فعالة للحفاظ على صحتك ونشاطك ومناعتك. فحين يتغير المناخ، يجب أن يتغير معه سلوكنا الغذائي... لأن صحتك تبدأ من طبقك.