الأرض
الجمعة 8 أغسطس 2025 مـ 02:57 مـ 13 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الزيتون عالي الكثافة.. ما له وما عليه

م. محمد النحاس
م. محمد النحاس

يسأل الكثيرون حاليا عن أهم ما يميز زراعة الزيتون بطريقة (عالي الكثافة) SHD، وهنا سوف نتعرض للمزايا وبعض العيوب أيضا.
من أهم المزايا التي يتمتع بها هذا الأسلوب من الزراعة، هي:
- الإنتاج المبكر، حيث يبدأ غالبًا من السنة الثانية أو الثالثة، مقارنة بـ5-7 سنوات في الزراعة التقليدية.
- إنتاجية أعلى للفدان يمكن الوصول إلى إنتاج يصل الي 5 طن/فدان في النظام عالي الكثافه (SHD).
- سرعة استرداد الاستثمارات ( العام الخامس)
- سهولة المكينة، وسهولة استخدام آلات الحصاد والرش والتقليم، ما يقلل التكاليف والاعتماد على العمالة.
- تقليل التكاليف على المدى الطويل، رغم ارتفاع تكلفة الإنشاء الأولى، إلا أن التشغيل الميكانيكي يقلل من التكاليف الدورية بمرور الوقت.
- إدارة أفضل للماء والتسميد، وذلك باستخدام نظم الري الحديث والتسميد عبر الري، ما يعني زيادة كفاءة الري وتقليل الهدر.
- تجانس الثمار وجودة الزيت، حيث الأشجار متقاربة في العمر والنمو، مما يعطي محصولًا موحدًا يسهل استخلاص زيت عالي الجودة منه.
- انخفاض مؤشر صفة المعاومة، حيث تكاد تكون غير موجودة، مما يعني إنتاج منتظم سنويا.
* وهنا يجب أن ننوه إلى أن تجربة السنوات القليلة الماضية من زراعة الزيتون بنظام "عالي الكثافة"، أكدت أنأ اكثر قدرة علي مواجهه التغيرات المناخية من الأنظمة التقليدية

عيوب زراعة الزيتون عالي الكثافة

من المؤكد أن لكل شيء مزايا وعيوب، ومن عيوب نظام زراعة الزيتون عالي الكثافة، ما يلي:
- تكلفة تأسيس مرتفعة، تتطلب شبكات ري متطورة، وغرس شتلات بكثافة عالية، وتجهيز نظم تقليم وحصاد آلي.
- عمر اقتصادي أقصر يتراوح بين 20- 40 سنة، مقارنةً بالزراعة التقليدية التي قد تستمر لقرون.
- اختيار أصناف محددة، دون غيرها، إذ لا ينجح جميع الأصناف في هذا النظام في بعض المناطق نظرا للاحتياجات البيئيه، ويجب اختيار أصناف مناسبة (مثل Arbequina، Arbosana، Koroneiki). مع توزيع نسب الزراعة المثلي لكل منطقه جغرافية.
- الحاجة الدائمة إلى التقنيات الحديثة، إذ يتطلب هذا النظام متابعة دقيقة لاحتياجات الري والتسميد والتقليم لضمان النجاح.
- أكثر عرضة للإجهاد، لأن الكثافة العالية قد تسبب إجهادًا للشجرة إذا لم تتم إدارة الموارد بشكل جيد.
- محدودية في التوسع ببعض المناطق، حيث لا يكون مناسبًا للأراضي الجبلية أو التي لا تسمح بالحركة الميكانيكية.
- يؤخذ علي بعض أصناف النظام قلة محتواها من البوليفينول و حامض الأوليك، مثل شجرة الأربكينا.
- عدم مناسبة هذا النظام لصغار المزارعين، إلا تحت منظومة التعاونيات، التي نفتقدها مصر مع الأسف.

متى يُنصح باستخدام الزراعة عالية الكثافة؟

وينصح باستخدام نظام زراعة الزيتون عالي الكثافة، في عدة حالات، هي:
- في الأراضي المستوية والمهيأة للري بالتنقيط.
- عند وجود مياه منخفضة الجودة من حيث الملوحة (ملوحة مرتفعة)
- في حالة الشركات الكبري التي تملك مساحات كبرى، ولديها استعدادات لضخ استثمارات أولية جيدة.
- في المشاريع التي تستهدف الإنتاج التجاري وتصدير الزيت.

* بعض المفاهيم الخاطئة عن زراعة الزيتون عالي الكثافة

- الاستهلاك المائي المرتفع، وقد ثبت بالتجربة أن هذه المعلومة من أكثر الأخطاء الشائعة التي يروجها غير المتخصصين في هذا الإسلوب من الزراعة.
* توضيح: مساحة الظل المتوفرة بسبب الغطاء النباتي تقلل من البخر، ومن المعروف أن أوراق الزيتون الشمعية شحيحة النتح.
- ضيق المسافة بين الأشجار يزيد من الأمراض و يقلل الإنتاج، وهنا نؤكد ضرورة اتباع أنظمة تربية وتقليم للشجرة خاص بنظام عالي الكثافة، وعدم اتباع أنظمة التقليم الخاصة بالزيتون التقليدي.
* توضيح: كل ما تم رصده من مشاكل في هذه النقطة، كانت بسبب التربية والتقليم بأشراف غير المتخصصين في نُظُم "عالي الكثافة".
- انخفاض جودة الزيت المنتج من ثمار الأشجار المنزرعة بنظام "عالي الكثافة"، وهنا نؤكد أن الزيت المنتج من نظام عالي الكثافة من أجود أنواع الزيوت الغذائية من حيث المعايير الحسية، لكنه ليس الأفضل من حيث المعايير الطبية والعلاجية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* خبير مصري ودولي في زراعات الزيتون