الأرض
الجمعة 8 أغسطس 2025 مـ 02:18 صـ 12 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

«الريف المصري» يطلق أهم مشروعات الأمن الغذائي

 مشروعات الأمن الغذائي
مشروعات الأمن الغذائي

أعلنت شركة تنمية الريف المصري الجديد توقيع بروتوكول تعاون مع مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، لإنتاج تقاوي الخيار "حورس" داخل أراضي مشروع الـ 1.5 مليون فدان، بمنطقة المُغرة.

من البحث إلى الزراعة.. ثمرة سنوات من الجهد العلمي

لم تأتِ هذه الخطوة من فراغ، بل جاءت تتويجًا لجهود علمية متواصلة امتدت لسنوات داخل معامل معهد بحوث البساتين. الخيار "حورس" هو هجين مصري خالص، يتميز بإنتاجيته العالية وطول عمر الثمار، ما يجعله منافسًا قويًا في السوق المحلية. ومع توقيع البروتوكول، انتقل هذا الإنجاز من المختبر إلى الحقل، ليرى النور في واحدة من أكبر المشروعات القومية الزراعية في مصر.

حق حصري وشراكة استراتيجية

بموجب البروتوكول، حصلت شركة تنمية الريف المصري الجديد على الحق الحصري لإنتاج بذور "حورس" في نطاق المزرعة التجريبية التابعة لها بمنطقة المُغرة، تحت إشراف فني مباشر من معهد بحوث البساتين. ويستمر هذا الحق لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، مع ضمان عدم السماح لأي جهة أخرى بإنتاج هذا الهجين دون موافقة كتابية من الشركة.

اللواء أركان حرب مهندس عمرو عبد الوهاب، رئيس مجلس إدارة الشركة، أكد أن هذه الخطوة تمثل ترجمة حقيقية لرؤية الدولة في توطين إنتاج التقاوي محليًا، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، وتعد انطلاقة جديدة نحو تقليل الاعتماد على الاستيراد وتحقيق السيادة الزراعية.

مستقبل الزراعة يبدأ من التقاوي

التعاون بين القطاع التنفيذي والمراكز البحثية لا يهدف فقط إلى إنتاج صنف جديد، بل يؤسس لمنصة وطنية لإنتاج التقاوي المعتمدة داخل الأراضي المستصلحة. ووفق ما صرح به اللواء عبد الوهاب، فإن الشركة تستهدف تحويل مزارعها النموذجية إلى قواعد إنتاجية تدعم خطط الدولة في التوسع الزراعي والتصنيع المحلي.

الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، أشار إلى أن نقل مخرجات البحث العلمي من الورق إلى الحقول هو الهدف الحقيقي لهذا التعاون، مؤكدًا أن الوصول بخيار "حورس" إلى يد كل مزارع مصري سيكون بمثابة طفرة في الاعتماد على التقاوي المحلية.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد حلمي، مدير معهد بحوث البساتين، أن البروتوكول خطوة جادة لإعادة الاعتبار للتقاوي المصرية، ووضعها على خريطة المنافسة الإقليمية، مؤكدًا التزام المعهد بإمداد الشركة بكميات الشتلات اللازمة في الوقت المناسب طوال مدة التعاقد، مع دعم عمليات تسويق الإنتاج.

رؤية وطنية تتجاوز حدود الزراعة

لا يقتصر أثر هذا التعاون على الجانب الزراعي فقط، بل يمتد إلى آفاق أوسع تشمل التوسع في الرقعة الزراعية، وخلق مجتمعات تنموية جديدة، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب. شركة تنمية الريف المصري الجديد تؤكد أنها تسير بخطى ثابتة نحو سد الفجوة الغذائية، وزيادة معدلات التصدير، وتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.

رسالة إلى المستقبل

ما يحدث اليوم في أراضي مشروع الـ 1.5 مليون فدان ليس مجرد توقيع بروتوكول، بل هو رسالة واضحة بأن مصر تسير في طريقها نحو الاكتفاء الذاتي بقرارات علمية مدروسة ومبنية على شراكات استراتيجية.

"حورس" قد يكون مجرد بداية، لكنه يرمز لمرحلة جديدة من الاستقلال الزراعي الحقيقي، تقودها العقول المصرية، وتنفذها الأيادي المصرية، وتُحصد ثمارها في كل بيت مصري.