الأرض
الخميس 7 أغسطس 2025 مـ 03:52 صـ 12 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

توصيات حاسمة لزيادة إنتاج الزيتون خلال أغسطس

زراعة الزيتون فى مصر
زراعة الزيتون فى مصر

وسط التحديات المناخية وتطور الأسواق العالمية، يظل الزيتون المصري أحد أعمدة الزراعة القومية، ومحصولًا استراتيجيًا تعكف الدولة على تعظيم إنتاجه وقيمته التصديرية، في إطار رؤية واضحة تقودها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي نحو الريادة الزراعية إقليميًا وعالميًا.

مصر.. قوة إنتاجية كبرى في عالم الزيتون

لطالما تميّزت مصر بمكانتها كإحدى أكبر الدول المنتجة لزيتون المائدة عالميًا، حيث تخطى إنتاجها السنوي حاجز 1.5 مليون طن، تُزرع على مساحة تُقدّر بنحو 258 ألف فدان، تحتوي على أكثر من 58 مليون شجرة زيتون. هذه الأرقام لم تكن وليدة الصدفة، بل نتاج جهود طويلة في استصلاح الأراضي وزيادة الرقعة الزراعية، إلى جانب التركيز على أصناف عالية الجودة تلائم الظروف المناخية المتنوعة في البلاد.

أغسطس.. شهر الحسم في العناية بمحصول الزيتون

في ظل سعي الدولة للحفاظ على جودة الإنتاج، أصدرت وزارة الزراعة، عبر قطاع الإرشاد الزراعي، نشرة فنية شاملة لأهم التوصيات الواجب اتباعها من قِبل مزارعي الزيتون خلال شهر أغسطس، الذي يُعد من الشهور الحاسمة في تحديد جودة وكمية المحصول.

وجاءت أبرز التوصيات كالتالي:

الري: شددت الوزارة على أهمية انتظام الري بالتنقيط، حيث يُروى الزيتون في أغسطس بمعدل ست مرات أسبوعيًا، مع إضافة 1 لتر من حمض الفوسفوريك كل 15 يومًا للفدان. وفي الأراضي الرملية، يُنصح بزيادة كمية المياه بنسبة 25%، مع توزيع الري على مرتين يوميًا.

التسميد: تُمنح الأشجار الجرعة الثالثة من السماد النيتروجيني بمقدار 40 جرامًا من سلفات النشادر لكل شجرة، وهي خطوة ضرورية لضمان تكوين ثمار ذات جودة مرتفعة.

مكافحة الآفات: يُعد شهر أغسطس ذروة نشاط بعض الآفات مثل العناكب الحمراء والحشرات القشرية، خاصة في المناطق الجافة، ما يستلزم مراقبة دقيقة للأشجار واستخدام المبيدات الموصى بها.

إزالة الحشائش لتقليل التنافس على الماء والعناصر الغذائية، مع مراقبة أي أعراض إجهاد كـ تساقط الأوراق أو الثمار الصغيرة، ما يتطلب تعديل برنامج الري والتسميد فورًا.

في المناطق الصحراوية وحديثة الاستصلاح، يجب الانتباه إلى مستوى ملوحة المياه وتأثيرها على الأشجار، لضمان استدامة النمو والإنتاج.


رؤية مستقبلية لتعزيز صادرات الزيتون المصري

وعلى صعيد التصدير، وضعت وزارة الزراعة خطة متكاملة لزيادة صادرات الزيتون، تتضمن شراكة فعالة مع القطاع الخاص لإنتاج زيتون مطابق للمواصفات العالمية، مع التوسع في تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة واستخدام المبيدات وفق النسب الموصى بها دوليًا.

كما يجري العمل على تدريب وتأهيل العاملين في القطاع الزراعي، ورفع كفاءتهم الفنية، بالتوازي مع تطوير علامات تجارية مصرية تحمل شعار "صُنع في مصر"، بما يحافظ على الهوية التسويقية للمنتج المصري في الأسواق الخارجية.

ويواصل مركز البحوث الزراعية جهوده لإعداد خريطة صنفية متكاملة، تحدد الأصناف الأنسب لكل منطقة زراعية، بجانب تطوير سلالات جديدة من الزيتون، سواء الزيتية أو المخصصة للمائدة.

مؤشر جغرافي لحماية جودة الزيتون المصري

وفي خطوة نوعية، نظم مركز بحوث الصحراء مؤخرًا ورشة عمل علمية حول توثيق المؤشر الجغرافي لزيت الزيتون في منطقة رأس سدر، بهدف حماية المنتج قانونيًا وتعزيز قيمته التسويقية.

وأكد الدكتور حسام شوقي، رئيس المركز، أن هذه المبادرة تأتي ضمن توجه الدولة نحو الزراعة المستدامة، واستغلال الخصائص البيئية الفريدة في جنوب سيناء، بما يسهم في دعم المجتمعات المحلية وفتح آفاق جديدة أمام المنتج المصري في الأسواق العالمية.

الزيتون المصري.. من الحقل إلى العالمية

وبينما تواصل الدولة تعزيز قدراتها الإنتاجية والتصديرية، تظل أشجار الزيتون المصرية رمزًا للثبات والنماء، ورافدًا أساسيًا للاقتصاد الزراعي، يجمع بين الموروث الزراعي العريق والرؤية المستقبلية الواعدة.

فمن حقول الزيتون الممتدة على أرض الوادي والصحراء، إلى الأسواق العالمية الباحثة عن الجودة، يسير الزيتون المصري بخطى ثابتة نحو الريادة الدولية، مدفوعًا بإرادة سياسية، وعلم زراعي، وشغف فلاحي لا يعرف التوقف.