سوق الزراعة الذكية يتجه لتجاوز 60 مليار دولار بحلول 2034

يشهد قطاع الزراعة الذكية توسعا عالميا غير مسبوق، إذ تقدر قيمة السوق بـ 22.9 مليار دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 60.9 مليار دولار بحلول عام 2034، وفقا لتقرير شركة جلوبال ماركت إنسايتس. ويمثل هذا نموا سنويا مركبا قدره 10.8% خلال العقد المقبل، مدفوعا بزيادة الطلب العالمي على الغذاء، ونقص العمالة الزراعية، والحاجة إلى التكيف مع تغير المناخ من خلال حلول أكثر كفاءة واستدامة.

التحول الرقمي في الزراعة لتعزيز الأمن الغذائي العالمي

يتوقع أن يتجاوز عدد سكان العالم 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، مما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على الغذاء بنسبة 60% مقارنة بالمستويات الحالية. وستحتاج الدول إلى مضاعفة الإنتاجية الزراعية باستخدام تقنيات ذكية مثل الاستشعار عن بعد، والري الدقيق، ومراقبة التربة والطقس في الوقت الفعلي.

في عام 2024، استحوذ قطاع زراعة المحاصيل على 61% من السوق العالمية، مع توقعات بتحقيق نمو سنوي نسبته 10.6% حتى عام 2034، بفضل الاستثمار المكثف في التحليل التنبؤي وإدارة البيانات الزراعية.

معدات الزراعة الذكية.. روبوتات واستشعار وذكاء اصطناعي

بلغت قيمة سوق معدات الزراعة الذكية وحده 14.1 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مع توقع نمو سنوي بمعدل 10.9%.

يتزايد اعتماد المزارعين على الآلات المزودة بأجهزة استشعار وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، والتي تمكن من اتخاذ قرارات دقيقة بشأن الري والتسميد والحصاد. وتستخدم الروبوتات الزراعية والطائرات المسيرة في المراقبة والتلقيح والرش الآلي، مما يقلل من تكاليف العمالة ويزيد الكفاءة التشغيلية.

الشركات الكبرى تقود سباق الابتكار الزراعي

تتصدر شركة جون دير وشركاه السوق بحصة تبلغ 15%، تليها شركات سي إن إتش إندستريال، وأجكو، وباير، وكلاس، ويارا إنترناشونال. وتمثل هذه الشركات مجتمعة 47.2% من السوق العالمية.

تركز هذه الكيانات على تطوير أنظمة الزراعة المتصلة، والأتمتة الذكية، والتكامل بين البيانات السحابية والمعدات الميدانية. كما تتبنى استراتيجيات الاستحواذ على شركات التكنولوجيا الزراعية الناشئة والدخول في شراكات حكومية لتسريع نشر التقنيات في الأسواق الناشئة.

الزراعة الذكية.. من رفاهية تقنية إلى ضرورة استراتيجية

تتحول الزراعة الذكية بسرعة إلى محرك رئيسي للأمن الغذائي العالمي. فبينما تقلل الأنظمة الذكية من استهلاك المياه والأسمدة بنسبة تصل إلى 30%، فإنها ترفع الإنتاجية بنسبة تتراوح بين 20 و40% في بعض المحاصيل.

ومع تسارع التحول الرقمي في المزارع، ستصبح الزراعة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء الركيزة الأساسية لتلبية احتياجات الغذاء المستقبلية في ظل محدودية الموارد الطبيعية.