الأرجنتين تحرك سوق فول الصويا العالمي وسط تقلبات في العلاوات

شهدت أسواق فول الصويا العالمية أسبوعا حافلا بالتقلبات، قادته الأرجنتين بإجراءاتها الحكومية المؤثرة وتطورات الأسعار في الموانئ البرازيلية، إلى جانب غياب الصين عن قوائم المشتريات الأمريكية للأسبوع الثاني على التوالي.
قرارات أرجنتينية تشعل الأسواق
أعلنت الأرجنتين مؤخرا إلغاء مؤقتا لعقود الاحتفاظ الخاصة بتصدير فول الصويا، وهو الإجراء الذي استهدف تعزيز تدفق الصادرات حتى بلوغ عتبة 7 مليارات دولار أو حتى حلول أكتوبر. غير أن هذا السقف تحقق بسرعة غير متوقعة، ما أدى إلى عودة العقود خلال ثلاثة أيام فقط. النتيجة كانت تقلبات حادة في علاوات فول الصويا والعلف الأرجنتيني، مما عزز من تنافسيته في السوق ودفع عدة شحنات باتجاه الصين.
انعكاسات مباشرة على السوق البرازيلية
في البرازيل، تأثرت العلاوات بانخفاض يتراوح بين 0.30 و0.40 دولار للبوشل، وتراجعت أسعار الموانئ بنحو 5 إلى 6 ريالات برازيلية. هذا الانخفاض المفاجئ جعل المزارعين يتراجعون عن البيع، مع تركيزهم على زراعة محصول 2026. أدى ذلك إلى فجوة واضحة بين عروض الشراء والبيع، في ظل تذبذب السوق ضمن نطاقات ضيقة نسبيا.
الولايات المتحدة تفقد زبونها الأكبر
في المقابل، لم تسجل الولايات المتحدة أي مبيعات جديدة للصين خلال الأسبوع الماضي، في حين كانت بكين قد اشترت في الفترة نفسها من العام الماضي نحو 300 ألف طن. ومع أن سبتمبر لا يعد شهرا قويا في تدفقات الصادرات الأمريكية إلى الصين، إلا أن استمرار غياب الطلب يثير قلق الأسواق بشأن ضعف المبيعات واحتمال تعديل المخزونات مع بداية الموسم الجديد. وتشير البيانات إلى أن المبيعات الأمريكية الحالية تبلغ 9.4 ملايين طن فقط، مقارنة بـ16.2 مليون طن العام الماضي، ما يعزز التوقعات بانخفاض الصادرات خلال موسم الذروة بين أكتوبر ونوفمبر.
هيمنة برازيلية واستمرار في الوتيرة القوية
تواصل البرازيل تصدرها للمشهد العالمي، مع صادرات قاربت 8 ملايين طن في سبتمبر وحده، رغم تأجيل بعض الشحنات إلى أكتوبر. ومن المتوقع أن تنهي العام بصادرات قياسية تبلغ 105 ملايين طن، وهو رقم غير مسبوق. إلا أن هذا الزخم يبقى مرتبطا بتوجهات الصين التجارية، إذ إن أي تحول في مشترياتها نحو الولايات المتحدة قد يخفف الضغط على الموانئ البرازيلية، بينما استمرار الطلب من البرازيل سيبقي السوق في حالة توتر سعري.
توقعات مناخية تدعم المحاصيل البرازيلية
وفقا لتقديرات مجلس شيكاغو للتجارة، يراقب المستثمرون عن كثب تقدم الحصاد الأمريكي ومعدلات الزراعة في البرازيل، مع تركيز واضح على حالة الطقس. وتشير التوقعات إلى أمطار غزيرة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، ما يعد عاملا إيجابيا لزراعة فول الصويا المبكرة ويضمن رطوبة مثالية للتربة. وتبقى العلاوات الإيجابية لمحصول 2026 مؤشرا على تفاؤل المنتجين، رغم التحديات اللوجستية المحتملة المرتبطة بتدفق الصادرات وازدحام الموانئ.