تعرف على أسرار نجاح زراعة الزيتون الشملالي

تُعزّز زراعة صنف الزيتون الشملالي مكانة مصر على خريطة الإنتاج العالمي للزيتون، حيث يُعد من الأصناف الاستراتيجية التي تتصدر المشهد الزراعي، خاصة في المناطق الصحراوية المستصلحة مثل سيناء ومرسى مطروح والصعيد.
ويُشكّل هذا الصنف نسبة كبيرة من إجمالي المساحات المزروعة بالزيتون، لما يتمتع به من قدرة عالية على التكيّف مع الظروف المناخية والتربة الفقيرة في المياه.
إنتاج وفير وتوجهات حكومية للتوسع
تُنتج مصر سنويًا قرابة مليون طن من الزيتون، وفقًا لبيانات وزارة الزراعة، التي أعلنت عن خطط مستمرة للتوسع في زراعة أشجار الزيتون، مدفوعةً بالإمكانات التصديرية الكبيرة لهذا المحصول، خاصة مع زيادة الطلب العالمي على زيت الزيتون عالي الجودة.
ويُعتبر الزيتون الشملالي من الأصناف الأهم في هذه المعادلة، نظرًا لمناسبته للزراعة في الأراضي الرملية والجيرية التي تتوافر بكثرة في سيناء ومطروح. هذه المناطق تتميز بانخفاض الاحتياج المائي، مما يجعلها مثالية لزراعة صنف يتحمّل الجفاف والملوحة مثل الشملالي.
مزايا صنف الزيتون الشملالي
تحمُّل الظروف المناخية القاسية مثل الجفاف والملوحة، ما يجعله مثاليًا للمشروعات الصحراوية.
إنتاجية عالية وجودة ممتازة للثمار، سواء لاستخدامها كزيتون مائدة أو في استخلاص زيت الزيتون.
عُمر إنتاجي طويل واستقرار في الإنتاج السنوي، ما يُقلل من تقلبات الدخل الزراعي.
مناسب للأسواق التصديرية، نظرًا لجودة الزيت المُستخرج وارتفاع الطلب عليه عالميًا.
ملاءمة ممتازة للأراضي المستصلحة في إطار التوسع الأفقي الزراعي.
تحديات زراعة الزيتون في سيناء
رغم الانتشار الواسع لمحصول الزيتون في شبه جزيرة سيناء، إلا أن هناك معوّقات تهدد استدامة هذه الزراعة، أبرزها:
نقص مياه الري والاعتماد على مصادر غير منتظمة مثل الأمطار والآبار.
ضعف البنية التحتية ما يُعيق عمليات النقل والتخزين والتسويق.
الحاجة إلى تدريب فني متقدم للمزارعين، خاصة في مجالات الري بالتنقيط والتقليم الحديث، ما يُحسن من إنتاجية الأشجار بشكل مباشر.
صادرات واعدة وفرص غير مستغلة
بحسب تقرير المجلس التصديري للصناعات الغذائية، بلغت صادرات مصر من الزيتون عام 2024 نحو 226 مليون دولار، منها 184 مليون دولار لصادرات الزيتون المحفوظ بطرق غير الخل أو حمض الأسيتيك، ما يُمثل 81% من إجمالي صادرات القطاع.
وتستهدف مصر توسيع حصتها في الأسواق العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تُعد سوقًا واعدة لمنتج الزيتون المصري، نظرًا لوجود فجوة كبيرة بين حجم وارداتها وإجمالي ما تستورده من مصر. ويُقدّر الخبراء وجود فرصة تصديرية إضافية بقيمة 50 مليون دولار سنويًا يمكن لمصر تحقيقها في هذا السوق فقط.
كما تشمل الأسواق ذات الإمكانات العالية كلاً من الاتحاد الروسي والمملكة العربية السعودية، ما يفتح آفاقًا استثمارية جديدة أمام المنتجين والمصدرين المصريين.
الخلاصة: فرصة زراعية وتصديرية متكاملة
زراعة الزيتون الشملالي ليست مجرد نشاط زراعي، بل مشروع استثماري طويل الأجل، يمكن أن يدر عوائد مالية كبيرة عند الاهتمام بالبنية التحتية، وتدريب المزارعين، وتوفير المياه بطرق حديثة. ومع التوسّع الأفقي الجاري وارتفاع الطلب العالمي على الزيتون وزيته، تملك مصر فرصة استراتيجية لترسيخ موقعها كدولة رائدة في هذا القطاع.