تراجع إنتاج القمح في سوريا مع انخفاض المساحات المزروعة بنسبة 13%

كشف مسؤول سوري عن تراجع ملحوظ في إنتاج القمح خلال الموسم الزراعي 2024 – 2025، حيث انخفضت المساحات المزروعة بنسبة تقارب 13% مقارنة بالعام الماضي، ما أدى إلى هبوط كبير في حجم الإنتاج.
أسباب التراجع
قال سعيد إبراهيم، مدير الاقتصاد الزراعي والتخطيط في وزارة الزراعة، إن المساحة المزروعة بالقمح بلغت هذا الموسم نحو 1.1 مليون هكتار فقط، مقابل 1.27 مليون هكتار في الموسم السابق، فيما لم يتجاوز الإنتاج 922 ألف طن مقارنة بـ 2.4 مليون طن في 2023 – 2024. وأرجع إبراهيم هذا الانخفاض إلى ضعف وتأخر الهطولات المطرية التي جعلت معظم الأراضي البعلية غير منتجة، إلى جانب ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتعليق القروض، وتضرر شبكات الري ونقص الطاقة الكهربائية. كما أشار إلى توجه العديد من المزارعين لزراعة محاصيل بديلة، إضافة إلى تقلص الملكيات الزراعية وضعف الميكنة وارتفاع كلفة صيانة الآبار.
تحركات لدعم المزارعين
وأوضح إبراهيم أن الوزارة تسعى لتعبئة الموارد المالية عبر الشركاء والمنظمات الدولية بعد تقييم أوضاع المزارعين الأكثر تضررا، بهدف توفير مدخلات أساسية مثل البذار والأسمدة والوقود، إلى جانب دعم برامج تعزيز القدرة على الصمود واستدامة الإنتاج. ولفت إلى أن نقص البيانات الموثوقة يفاقم الأزمة، خاصة مع غياب المعلومات من الهيئة العامة للموانئ البرية والبحرية.
تراجع حاد مقارنة بالماضي
وأشار المسؤول إلى أن سوريا كانت تنتج ما بين 3 و4 ملايين طن من القمح قبل عام 2011 وتصدر الفائض، بينما لا يتجاوز متوسط الإنتاج حاليا 1.3 مليون طن، ما جعل الصادرات شبه متوقفة تماما.
دور منظمة الأغذية والزراعة
وحول دور منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أوضح إبراهيم أن مكتبها في دمشق منذ افتتاحه عام 1978 قدم دعما فنيا لوزارتي الزراعة والموارد المائية، من خلال تعزيز الإنتاج في المحاصيل والثروة السمكية والغابات، ودعم الإدارة المستدامة للموارد وتقوية صمود الريف. وأكد أن المنظمة تنفذ حاليا عدة مشاريع، منها المرحلة الثانية من برنامج بناء القدرة المحلية على الصمود.
وتتضمن هذه المشاريع تقديم دعم مالي مشروط للمزارعين، وتدريبهم على الزراعة الذكية في عدة محافظات، ومكافحة مرض الحمى القلاعية للحد من انتشاره إقليميا، إضافة إلى دعم صحة الثروة الحيوانية عبر توزيع الأعلاف وتنفيذ حملة تطعيم ضد مرض الجلد العقدي تستهدف نحو 320 ألف رأس من الأبقار.