الأرض
السبت 20 سبتمبر 2025 مـ 07:15 صـ 27 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

التمور المصرية في خطر بسبب ضعف التصدير

التمور المصرية
التمور المصرية

أكد الدكتور عز الدين جاد الله، مدير المعمل المركزي لأبحاث وتطوير نخيل البلح بمركز البحوث الزراعية، أن مصر تتصدر دول العالم في إنتاج التمور، بإجمالي إنتاج يصل إلى نحو 2 مليون طن سنويًا، وهو ما يعادل 19% من الإنتاج العالمي و24% من الإنتاج العربي، مشيرًا إلى أن هذا القطاع لا يزال يعاني من ضعف في معدلات التصدير مقارنة بحجم الإنتاج الضخم.

تنوع ثري لأصناف التمور المصرية

تتميز التمور المصرية بتنوعها الكبير، حيث تنتشر أكثر من 100 صنف في مختلف المحافظات، موزعة بين تمور رطبة مثل: "الحياني، الزغلول، السماني، والبارحي"، والتي تشكل نحو 50% من النخيل المثمر، وأصناف نصف جافة مثل: "السيوي، الصعيدي، المجدول"، بنسبة 23%، وتستهلك بعد تجفيفها، إلى جانب الأصناف الجافة مثل: "السكوتي، الأبريمي، البركاوي" والتي تمثل حوالي 5%، بالإضافة إلى السلالات البذرية التي تستحوذ على 22% من إجمالي أشجار النخيل المثمر.

وأوضح جاد الله أن أسوان تُعد من أكثر المحافظات إنتاجًا للتمور الجافة، إلى جانب محافظات مثل الوادي الجديد، الجيزة، الشرقية، والبحيرة، التي تسهم بشكل كبير في دعم الإنتاج المحلي.

فجوة واضحة بين الإنتاج والتصدير

رغم هذا التنوع الضخم، إلا أن معدلات تصدير التمور المصرية لا تتعدى 2.7% من إجمالي الإنتاج، أي ما يعادل 4% فقط من حجم التجارة الدولية للتمور. ويعزى ذلك إلى هيمنة الأصناف المحلية الرطبة على السوق، والتي غالبًا ما تكون غير ملائمة للتصدير بسبب قصر عمرها التخزيني وارتفاع نسبة الفاقد منها، ما يجعل الأسواق المحلية هي الوجهة الأساسية لها.

خطة وطنية لتعزيز صادرات التمور

أكد مدير المعمل المركزي لنخيل البلح أن الدولة وضعت خطة شاملة لتعزيز القدرة التصديرية لقطاع التمور، تتضمن عدة محاور رئيسية، من أبرزها:

الإكثار من زراعة الأصناف التصديرية عالية الجودة باستخدام تقنية زراعة الأنسجة، التي تتيح إنتاج نخيل متجانس وخالٍ من الأمراض، بما يواكب الطلب العالمي.

تبني الممارسات الزراعية الحديثة وخاصة في الأراضي الصحراوية والمستصلحة حديثًا، التي تشكل 96% من إجمالي مساحة مصر، لتوسيع الرقعة الزراعية لنخيل التمر.

تنفيذ مشروع مزرعة النخيل العملاقة في توشكى بمحافظة أسوان، على مساحة 38 ألف فدان، وتضم 2.5 مليون نخلة من الأصناف التصديرية مثل: "المجدول، البارحي، الخلاص، السكري، والصقعي". وقد تم تسجيل المشروع كأكبر مزرعة نخيل في العالم بموسوعة "جينيس" للأرقام القياسية.

الاستفادة من المنتجات الثانوية للنخيل، سواء المخلفات أو التمور غير القابلة للتسويق، وتحويلها إلى منتجات صناعية وغذائية ذات قيمة مضافة، بما يعزز الدخل القومي ويعود بالنفع على صغار المزارعين.

آفاق واعدة لصناعة التمور المصرية

تؤكد المؤشرات أن مصر تمتلك ثروة زراعية ضخمة غير مستغلة بالشكل الأمثل في قطاع التمور، رغم تصدرها قائمة الدول المنتجة. ومع تنفيذ خطط الدولة الحالية، يمكن تحقيق طفرة كبيرة في صادرات التمور، وفتح أسواق عالمية جديدة، خاصة مع تزايد الإقبال على الأصناف ذات الجودة العالية التي توفرها البيئة المصرية.