الدليل الكامل للاستفادة من قش الأرز في الزراعة والصناعة

تحرّكت الدولة بخطوات جادة نحو حماية البيئة وتحقيق الاستدامة، من خلال مواجهة ظاهرة حرق قش الأرز التي طالما كانت سببًا رئيسيًا في ظهور السحابة السوداء سنويًا. وأكدت الأجهزة المعنية ضرورة رفع الوعي بين المزارعين بخطورة هذه الممارسات، لما لها من تأثير بالغ على الصحة العامة والهواء والمناخ المحلي.
جهود مكثفة لتحويل الخطر إلى فرصة
في إطار خطتها البيئية والتنموية، تسعى وزارة الزراعة إلى الاستفادة من قش الأرز كمورد اقتصادي بديل عن كونه عبئًا ملوِّثًا.
وأعلنت الوزارة عن استيراد مكابس متطورة تتيح كبس القش وتحويله إلى منتجات تخدم الصناعات المختلفة، أبرزها صناعة أعلاف الماشية والأسمدة العضوية.
هذا التوجه لا يقتصر على حماية البيئة فحسب، بل يسهم أيضًا في تعظيم العائد الاقتصادي من المخلفات الزراعية، وخلق فرص جديدة للمزارعين عبر إدخال القش في سلسلة إنتاج ذات قيمة.
تحذيرات من الحرق.. وتأثيرات صحية خطيرة
أكدت الجهات المختصة أن حرق قش الأرز يؤدي إلى رفع نسب التلوث الجوي بشكل حاد، وينتج عنه انتشار السحابة السوداء التي تؤثر مباشرة على الجهاز التنفسي، وتضر بصحة الفئات الأكثر عرضة، خاصة الأطفال وكبار السن.
وفي مقابل هذه الأضرار، يتوفر الآن العديد من البدائل الآمنة والفعّالة التي يمكن للمزارعين اتباعها، ما يتطلب فقط قدرًا من الالتزام والتعاون مع الأجهزة المعنية.
دعوة للتعاون.. والابتعاد عن الممارسات الضارة
دعت الجهات التنفيذية جميع المزارعين إلى التوقف التام عن حرق القش، والتوجّه نحو الوسائل الحديثة للتخلص منه أو الاستفادة منه صناعيًا.
وأكدت أن الدولة تُقدم الدعم الكامل في هذا الإطار من خلال توفير المعدات اللازمة، وتقديم الحوافز للملتزمين بالتخلص الآمن.
كما شددت على أن الاستفادة من قش الأرز لن تحقّق فقط فوائد بيئية، بل ستنعكس أيضًا على زيادة دخل المزارع وتحسين جودة التربة وتقليل الاعتماد على الأعلاف المستوردة.
تحويل قش الأرز من تهديد إلى ثروة
تأتي هذه الجهود كجزء من خطة وطنية شاملة تهدف إلى:
تحقيق الاستدامة البيئية.
خفض معدلات التلوث.
حماية صحة المواطنين.
تعزيز الاقتصاد الدائري.
الاستفادة المثلى من الموارد الزراعية.
وبذلك، تتحوّل مشكلة موسمية مدمّرة إلى فرصة حقيقية للتنمية، إذا ما أحسنّا إدارتها واستثمرنا إمكانياتها.