مزارعو القليوبية يتفوقون في إنتاج شتلات الفراولة «الفريجو»

أحدثت الطفرة الزراعية التي تشهدها محافظة القليوبية، وتحديدًا في قرى مركز طوخ، نقلة نوعية في قطاع زراعة الفراولة بمصر، بعدما استطاع الفلاحون إنتاج شتلات محلية عالية الجودة من نوع "فريجو"، لتسحب البساط تدريجيًا من الشتلات المستوردة التي ظلت لسنوات الخيار الأول لدى مزارعي "الذهب الأحمر".

ففي مشهد زراعي لافت، باتت مشاتل القليوبية مقصدًا رئيسيًا للمزارعين الباحثين عن شتلات قوية ومناسبة للبيئة المحلية، وسط تزايد المساحات المزروعة عامًا بعد عام، ما يعزز من فرص الاكتفاء الذاتي والتصدير في آنٍ واحد.

قصة نجاح تبدأ من قرية "الدير"

في قلب قرية "الدير" التابعة لمركز طوخ، يتحدث أحد المزارعين عن تفاصيل رحلة إنتاج شتلات "الفريجو" المصرية، وهي النوع الأكثر طلبًا من قبل المزارعين، لا سيما لما يتميز به من جودة إنتاجية ومقاومة للظروف المناخية.

يقول المزارع: "نبدأ زراعة شتلات الفريجو في شهري أغسطس وسبتمبر، بعد أن نستخلصها من الفراولة المزروعة في شهر مايو. وتبدأ مرحلة الحصاد الفعلي للشتلات في فبراير من العام التالي."

ويضيف أن عملية تجهيز الشتلات تمر بعدة مراحل دقيقة، تبدأ بتقليع الشتلات بعناية فائقة من قبل عمالة مدرَّبة للحفاظ على سلامة الجذور، ثم تُزال الأوراق العلوية مع ترك "قلب الشتلة" والجذور فقط، ليتم بعد ذلك تجميع كل 25 شتلة وربطها بـ"أستيك"، وتعبئتها في كراتين مبطّنة بكيس بلاستيكي ومرشوشة بالبودرة المعتمدة من وزارة الزراعة لحمايتها من التلف والفطريات.

الاعتماد على المنتج المحلي... خيار استراتيجي

هذا التحول إلى الشتلات المحلية لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة دعم حكومي متواصل للمزارعين، سواء من خلال الإرشاد الزراعي أو توفير مستلزمات الإنتاج، إلى جانب العائد الاقتصادي المجزي الذي بدأ يحفز الفلاحين على التوسع في زراعة الفراولة، لا سيما وأن الشتلات المحلية أثبتت كفاءتها وجودتها العالية.

فمحافظة القليوبية التي كانت تعتمد في السابق على الشتلات المستوردة من أوروبا، أصبحت اليوم أحد أبرز منتجي الشتلات محليًا، في خطوة تضع مصر على خارطة الدول المصدّرة لهذه النبتة الذهبية.

أهمية استراتيجية للفراولة المصرية

تُعد الفراولة من المحاصيل التصديرية المهمة لمصر، وتساهم في جلب العملة الصعبة، حيث تُصدّر إلى أسواق أوروبا والخليج وآسيا. لذلك، فإن الاعتماد على شتلات محلية يقلل من تكاليف الإنتاج ويعزز القدرة التنافسية للمنتج المصري في الأسواق العالمية.

ختامًا... تجربة تستحق التعميم

نجاح مزارعي القليوبية في إنتاج شتلات "الفريجو" محليًا يعكس قدرة الفلاح المصري على التكيف والابتكار متى توفرت له الأدوات والدعم اللازم. تجربة تستحق أن تُعمم على باقي محافظات الجمهورية لتحقيق طفرة زراعية شاملة في زراعة الفراولة، وزيادة معدلات التصدير، وتقليل الاعتماد على الخارج.