الأرض
الخميس 11 سبتمبر 2025 مـ 07:12 مـ 18 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

طائر الغاق الإفريقي يظهر مجددًا بعد 120 عامًا

طائر الغاق الإفريقي
طائر الغاق الإفريقي

سجّلت محافظة أسوان حدثًا بيئيًا استثنائيًا خلال أغسطس الماضي، تمثل في رصد طائر "الغاق الإفريقي" لأول مرة منذ أكثر من 120 عامًا، في مشهد نادر يؤكد ثراء التنوع البيولوجي في جنوب مصر ويعزز موقعها البيئي المتميز.

ويُعد هذا الطائر من الأنواع المهددة بالاختفاء في بعض المناطق، حيث لم يُسجل ظهوره في مصر منذ عام 1903، رغم انتشاره المعروف في عدد من دول القارة الإفريقية.

رصد فريد... مرتان في شهر واحد

وتم رصد الطائر النادر مرتين خلال شهر أغسطس 2025، الأولى يوم 23 أغسطس في منطقة أبو سمبل على ضفاف بحيرة ناصر، والثانية يوم 30 من نفس الشهر داخل مدينة أسوان، ما يشير إلى احتمالية استقراره أو مروره الدوري ضمن مسارات الهجرة أو مناطق التكاثر.

وقد أكد هيثم فهمي، المصور ومراقب الحياة البرية، أن الرصد الأخير شمل توثيق خمسة أفراد من طائر الغاق الإفريقي، وهو ما وصفه بـ"المشهد البيئي النادر"، مشيدًا بمشاركة عدد من المتخصصين وهواة التصوير البيئي في هذا الإنجاز التوثيقي.

وصف مدهش... طائر يلفت الأنظار

يمتلك طائر الغاق الإفريقي مظهرًا يميّزه بوضوح، حيث يغطي جسمه ريش داكن اللون ذو لمعة برونزية، ويبرز منقاره الأصفر الرفيع كأداة حادة لاصطياد الأسماك، فيما تتزين منطقة الوجه والحلق ببقع برتقالية زاهية تضفي عليه طابعًا فريدًا.

وهو من الطيور المائية التي تعيش على ضفاف البحيرات والأنهار والمستنقعات، وتلعب دورًا مهمًا في التوازن البيئي.

كيف يعيش الغاق الإفريقي؟

يعتمد هذا الطائر بشكل أساسي على الأسماك كمصدر للغذاء، كما يتغذى على الحشرات المائية. ويعيش عادة في مستعمرات كبيرة خلال موسم التكاثر، حيث تضع الأنثى بين 3 إلى 5 بيضات زرقاء اللون، تشارك في حضانتها مع الذكر حتى الفقس.

ويتميّز بقدرة مذهلة على الغوص لمسافات عميقة، حيث يستطيع التحكم في نشاط قلبه لتقليل استهلاك الأكسجين أثناء الغطس، مما يسمح له بالبقاء تحت الماء لفترات أطول من أغلب الطيور المائية.

وعند الحاجة، يصعد سريعًا لسطح الماء لاستعادة الأكسجين، ثم يعاود الغوص مجددًا لمطاردة فريسته من الأسماك.

أهمية بيئية كبيرة لظهور الطائر

تشير الأبحاث إلى أن وجود طائر الغاق الإفريقي في نظام بيئي ما، هو مؤشر إيجابي على صحة البيئة وجودة المياه، لا سيما في المناطق الرطبة مثل ضفاف الأنهار والمستنقعات.

فهو يساهم في إثراء التنوع الحيوي عبر بناء أعشاشه في مناطق قريبة من الماء، ما يُهيّئ بيئة جذابة لعدد من الكائنات الأخرى التي تتشارك معه الموائل.

كما أن مراقبة أعداده وسلوكياته تُعد من الوسائل الفعّالة في رصد التغيرات المناخية والبيئية على المدى الطويل، ما يجعله هدفًا للباحثين وخبراء البيئة حول العالم.

اكتشاف بيئي يعزز مكانة أسوان الطبيعية

يُعد ظهور هذا الطائر النادر إنجازًا علميًا وبيئيًا لمراقبي الحياة البرية في مصر، حيث يعيد تسليط الضوء على أهمية بحيرة ناصر والبيئات الرطبة في صعيد مصر كمواطن طبيعية حيوية تجذب الطيور المهاجرة والمقيمة على حد سواء.

وتفتح هذه المشاهدة الباب أمام مزيد من الدراسات البحثية والاستكشافية حول الطيور المهددة وأثر التغير المناخي على أنماط هجرتها واستقرارها.

أبرز الرسائل في الموضوع:

أول ظهور لطائر الغاق الإفريقي في مصر منذ عام 1903.

توثيق نادر لخمسة أفراد من الطائر في أسوان.

مؤشر إيجابي على صحة النظم البيئية المائية.

أهمية الطائر في مراقبة التغيرات البيئية والمناخية.

ريش مميز وسلوك غوص فريد يجذب المهتمين بالطبيعة.

حدث بيئي مهم يعزز جهود الحماية البيئية في مصر.