الأرض
الخميس 11 سبتمبر 2025 مـ 03:39 مـ 18 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مراكز الألبان تتحول إلى قاطرة للتنمية الريفية.. تعرف على التفاصيل

 تجميع الألبان
تجميع الألبان

تُجسد مراكز تجميع الألبان في مصر خطوة محورية نحو النهوض بصناعة الألبان، وتعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق طموحات الدولة في التصدير والمنافسة الدولية. فبقيادة دعم رئاسي وبتكامل بين وزارة الزراعة ومختلف الجهات المعنية، تتسارع خطوات تطوير تلك المراكز لتكون ركيزة أساسية لضمان جودة اللبن الخام وتحقيق الاستدامة في الإنتاج.

منافذ تسويقية لصغار المربين... ونقلة نوعية في جودة الألبان

أكد الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن مراكز تجميع الألبان تُعد بمثابة منافذ تسويقية حيوية لصغار مربي ماشية إنتاج الألبان، الذين يمتلكون النسبة الأكبر من الثروة الحيوانية في مصر.

وأوضح أن تطوير هذه المراكز يسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الألبان، ما ينعكس على القدرة التنافسية للمنتجات محليًا ودوليًا.

وأضاف أن الهدف الأساسي من هذه المنظومة هو توفير كوب لبن آمن وعالي الجودة، سواء للاستهلاك المحلي أو لتصنيعه وتصديره، مشيرًا إلى أن مصر تمكنت بالفعل من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الألبان الطازجة، مع تصدير الفائض في صورة منتجات لبنية متطورة.

296 مركزًا تم تطويرها... ونماذج يحتذى بها في "حياة كريمة"

حتى الآن، تم الانتهاء من تطوير 296 مركزًا لتجميع الألبان، من بينها 8 مراكز تابعة لوزارة الزراعة، تقع في مناطق تفتقر إلى هذه الخدمة رغم ارتفاع عدد رؤوس الماشية فيها. وضمن مبادرة "حياة كريمة"، تم إنشاء 41 مركزًا في القرى الريفية لتكون نموذجًا لتكامل التنمية الزراعية والريفية.

مشروع قومي بدعم رئاسي وتمويل ميسر

نظرًا لأهمية هذا القطاع، اعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي مراكز تجميع الألبان مشروعًا قوميًا، وتم توقيع بروتوكولات تعاون بين وزارة الزراعة ووزارة الإنتاج الحربي إلى جانب البنوك الوطنية مثل البنك الزراعي المصري والبنك الأهلي لتوفير الدعم الفني والمالي.

وقد تم تيسير القروض الموجهة لأصحاب المراكز، بفائدة منخفضة تبلغ 5%، مع مد فترة السداد إلى 8 سنوات بدلاً من 5، وتوفير معدات ذات جودة عالية من مصانع الإنتاج الحربي.

دعم فني شامل وتدريب مستمر

تقوم وزارة الزراعة بإجراء الدراسات الفنية والهندسية اللازمة لتطوير المراكز وفقًا لأحدث المواصفات الدولية، يليها دور البنوك في تمويل عمليات شراء المعدات والتجهيزات. كما يتم تدريب العاملين بشكل دوري على أحدث أساليب التعامل مع اللبن الخام والتقنيات العلمية لتقديم منتج عالي الجودة، مع تنفيذ حملات تفتيش ومتابعة دورية لضمان الالتزام بمعايير الجودة.

شراكات استراتيجية مع الشركات الكبرى

أشار الدكتور سليمان إلى أن شركات الألبان الكبرى تتعامل مع المراكز بناءً على جودة الألبان، حيث كلما زادت الجودة زاد العائد، كما يُعد الحفاظ على اللبن مبردًا خلال التداول عاملًا رئيسيًا في رفع قيمته التسويقية.

ولفت إلى وجود تعاقدات مباشرة بين مراكز التجميع وتلك الشركات، حيث يتم تسليم الألبان للشركات المصنعة التي تتولى مهام التصنيع والتصدير، مما يحقق التكامل في المنظومة دون الحاجة إلى أن تقوم المراكز نفسها بعمليات التصدير.

نحو مواصفات عالمية في التصنيع والرقابة

من جهتها، أكدت الدكتورة ناهد عبد المقتدر الوحش، الباحث الأول في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن استراتيجية تطوير قطاع الألبان تشمل إلزام المراكز والمصانع بالعمل وفقًا للمعايير الدولية مثل ISO، Codex، وHACCP، إضافة إلى تزويدها بأجهزة تحليل حديثة لاكتشاف الميكروبات والغش والمكونات الغذائية بدقة.

كما شددت على أهمية الرقمنة وتطبيق نظم التتبع الإلكتروني لضمان الشفافية في سلسلة الإمداد من المزرعة إلى المصنع، إلى جانب تحديث خطوط الإنتاج لرفع الكفاءة وتقليل الفاقد في المواد الخام والطاقة.

استدامة وابتكار... لمستقبل تنافسي

تشمل التوصيات أيضًا تعزيز استدامة الإنتاج عبر استغلال المنتجات الثانوية كـ"الشرش" في الصناعات الحيوية والغذائية، والتوسع في تصنيع منتجات ألبان وظيفية مثل الأجبان الناضجة ذات القيمة الغذائية العالية، وتبني أحدث تقنيات التعبئة والتغليف لزيادة فترة الصلاحية وحفظ الخصائص الحسية للمنتج.

رؤية شاملة للمنافسة العالمية

أكدت الوحش أن رؤية مصر لتطوير قطاع الألبان تقوم على عدة محاور، أبرزها:

التطبيق الشامل لمعايير الجودة والسلامة الغذائية.

تعزيز القيمة الغذائية للمنتجات.

التحديث التكنولوجي المستمر لخطوط الإنتاج.

التوسع في التصدير من خلال بناء شراكات دولية.

التأهيل البشري بتدريب العاملين على أحدث الممارسات.

دعم بناء علامة تجارية وطنية قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.